فقال له: «يا عمرو إنّك كنت تقول: لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلَّا قبلتها أو واحدة منها». قال علي: «إنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، قال: «يا ابن أخي أخّر هذا عنّي»، فقال: «أما أنّها خير لك لو أخذتها»، ثمّ قال علي: «ها هنا أخرى»، قال: وما هي ؟ قال: «ترجع من حيث أتيت»، قال: «لا تحدّث نساء قريش عنّي بذلك أبدًا». قال علي: «ها هنا أخرى»، قال: «وما هي؟» قال علي: «أبارزك وتبارزني». فضحك عمرو وقال: «إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحدًا من العرب يطلبها منّي، وأنا أكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، فقال علي: «وأنا كذلك، ولكنّي أحبّ أن أقتلك ما دمت أبيّاً للحق». فحمى عمرو ونزل عن فرسه وضرب وجهه حتّى نفر، وأقبل على علي مصلتاً سيفه وبادره بضربة، فنشب السيف في ترس عليّ , قال جابر الأنصاري رحمه الله: «وتجاولا وثارت بينهما فترة، وبقيا ساعة طويلة لم أرهما ولا سمعت لهما صوتاً, وسرّ النبي ﷺ سروراً عظيماً لمّا سمع صوت بمقتله، وكبّر وسجد لله تعالى شُكرًا، وانكشف الغبار وعبر أصحاب عمرو الخندق، وانهزم باقي المشركين، فكانوا كما قال الله تعالى: ﴿وَرَدَّ اللَّه الَّذينَ كَفَروا بغَيظهم لَم يَنَالوا خَيرًا﴾» و من الجدير بالذكر ان اخته عمرة بنت عبد ود عندما بلغها مقتل اخيها انشأت ترثيه :