أمّا في معاجم اللغة العربية فنجدها مأخوذة من الفعل الرباعي، وهنا نجد أن كلمة تربية لها أصول لغوية ثلاث: ربا يربو بمعنى زاد ونما. ربّى يربّي بمعنى نشأ وترعرع، وعليه يقول ابن الأعرابي:"فمن يكن سائلا عنّي فإنّي بمكة منزلي وبها ربيت" ربا بمعنى أصّلهم وتولّى أمرهم وساسهم. وكان فلاسفة العرب يسمّون هذا الفن سياسة. ب – تعريف التربية إصطلاحا: عبارة عن صيرورة تستهدف النّمو والإكتمال التدريجي لوظيفة أو مجموعة من الوظائف الإنسانية، فهي تنمية متكاملة تهدف إلى تطوير إمكانيات الفرد البشري النفسية والإجتماعية والجسدية والأخلاقية، ومن أشهر التعريفات الحديثة التي تناولت معنى التربية نذكر: بحيث تصبح شخصية مبدعة خلاّقة، أرسطو(384ــ322 ق. م): التربية هي إعداد العقل للتعليم كما تعدّ الأرض للبذور. هربرت سبنسر(1820ــ1903م): التربية هي كل ما نقوم به من أجل أنفسنا وكل ما يقوم به الآخرون من أجلنا بغية التقرّب من كمال طبيعتنا وإعداد الفرد للحياة المستقبلية. 2/ علاقة التربية بالفلسفة: إذا كانت الفلسفة هي ذلك المجهود أو النشاط الفكري الذي يحاول تفسير ظواهر وقضايا الكون والحياة من الجانب النظري بالإستناد إلى التحليل والمسائلة والممارسة النقدية، فإنّ التربية هي ذلك الجانب التطبيقي المساعد للجانب النظري عن طريق ترجمة هذه الظواهر والقضايا النظرية إلى جانب تطبيقي سلوكي متمثّل في مجموعة من الإتّجاهات والقيم والمهارات السلوكية والعادات والتقاليد وأنماط التفكير. ومن هنا نلاحظ أنّ العلاقة بين الفلسفة والتربية علاقة تلازمية لأنّهما يبحثان في موضوع واحد وهو المجتمع بكل ما فيه من قضايا وحيثيات. فالفكر الذي يحاول أن يصل إلى حقيقة الأشياء وأصولها هو في الوقت نفسه إنسان يحاول أن يصل إلى حقيقة الأشياء وأصولها وأسبابها هادفا إلى حلول جذرية لمشكلات مجتمعه، كل هذا لتحقيق السعادة لبنيه عن طريق تلازم الفلسفة مع التربية. يعدّ إرتباط التربية والتعليم بالإقتصاد أمرا مسلّما به لأنّ التربية والتعليم إستثمار لطاقات الإنسان وقدراته ومهاراته التي تعود عليه بالربح المادي والمعنوي. ومن هنا يمكننا القول أنّ التربية تساهم في التنمية الإقتصادية بل وتعدّ المدخل المنطقي لدراسته، التأكيد على دور العامل البشري في عملية النمّو الإقتصادي. تزويد الأفراد بالمعلومات الأساسية والسلوكيات والقيم والمهارات اللازمة في شتى قطاعات الإقتصاد. دعم البرامج الإقتصادية التي وضعت خططها لسد الإحتياجات الأولية الهامة لأفراد المجتمع. دفع عجلة التقدّم الإقتصادي عن طريق تدريب الأيادي العاملة وتنمية مهاراتها وتقديم شتّى صنوف المعرفة اللازمة لأفراد المجتمع. 4/ تعريف فلسفة التربية ووظائفها: وعليه يمكن القول: فلسفة التربية هي فلسفة عملية تلامس الحياة الإنسانية بكل تفاصيلها ومجالاتها ومنها المجال والبعد الإقتصادي للإنسان. والعالم المحيط بنا، لكي تفسّر أو تؤوّل بواسطته المعطيات المتعارضة أو المتضاربة للبحث التربوي والعلوم التربوية. تحليلية: عندما توضّح القرارات أو المقولات النظرية والمبادئ والأسس الإرشادية،