لقد تطور تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى تطورا ملموساً في الآونة الأخيرة. وتعهد بتعليمها الكثير من البلاد العربية وغيرها، فافتتح الكثير من المعاهد والمدارس والمراكز لتعليمها، وأولى المتخصصون جل اهتمامهم في سبيل توفير الفرصة أمام كل من رغب في تعلم العربية فاهتموا بوضع الكتب الميسرة وأعدوا الأماكن والمعلمين، ولكنني لاحظت أن هناك بعض الصعوبات اللغوية تواجه الدارسين للغة العربية الناطقين بغيرها، وأخذت في جمع غالبية تلك الصعوبات اللغوية واقتراحات لكيفية علاجها. فجعلت عنوان البحث” الصعوبات اللغوية وطرق علاجها في تعليم العربية للناطقين بغيرها دراسة تحليلية في ضوء المصادر اللغوية والتربوية”ومن دوافع اختياري لهذا البحث، تجربتي التعليمية للطالبات الوافدات في قسم اللغة العربية من خلال “محاضرات خاصة بتعليم اللغة العربية لهن” فقد وجدت أن هؤلاء الطالبات يفقدن الكثير من المحاضرات العلمية الخاصة بالدراسة بسبب فقدان اللغة، والازدواجية اللغوية التي يعتمد عليها بعض الأساتذة أثناء الشرح.إلى جانب الاختلافات الصوتية التي يقعن فيها، فالانحرافات الصوتية تعد أكثر من بقية المستويات اللغوية الأخرى. كما سيتبين من خلال البحث. التحديات المعاصرة التي تواجه اللغة العربية وتفرض على الأمة الإسلامية والعربية بأسرها أن تعظم من جهودها للارتقاء بالعربية وبمكانتها تعليميا وحضاريا ودوليا، ونستشهد هنا بما عرضه الأستاذ الدكتور عبد العزيز الرفاعي أمام مجمع اللغة العربية في القاهرة في فبراير (1993م) عندما قال : “نحن العرب، ماذا بقي لنا لكي نتماسك ولكي لا نضمحل ونتلاشى ونذهب خبرا من الأخبار ونذوب كما ذابت من قبلنا أمم فقدت شخصيتها السياسية؟ لم يبق لنا إلا اللغة. فقد تكالب علينا الغزو الثقافي من كل جانب، يعمل دائما ليل نهار لكي يقوض بلغتنا، ويحولها إلى أمشاج يسهل ابتلاعها وتكوينها على النحو الذي يريد، هو يدرك تماما أنه قوض اللغة قوض الدعامة الأساسية في كياننا، وسهّل علينا بعد ذلك أن يقوض بعدها كل الدعامات الأخرى لتنهار واحد تلو الأخرى، وبذلك لن تقوم لنا قائمة ولا تجمعنا رابطة” ( )، وبما ذكره الدكتور نبيل على من تحديات تواجه اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصر المعلوماتية في كتبه : ” اللغة العربية والحاسوب ” ، ” والعرب وعصر المعلومات ” ، ” والثقافة العربية وعصر المعلومات ” .