ولذلك فإذا كان هناك من يتحدث عن انقراض بعض اللغات واللهجات من اللغات السائدة اليوم (عددها 6700 لغة حسب إحصاء منظمة اليونسكو)، فإننا لا نستطيع أن ننتظر حتى تصلح أحوال الأمة، لكي يستقيم حال اللغة العربية في وسائل إعلامنا، وإنما لا يزال بأيدينا الكثير الذي يمكن أن نفعله دفاعا عن الفصحى؛ فإن هذه الأخيرة لديها أوراق ضغط أخرى مقابلة تستطيع أن تحافظ بها على ما يفترض أنه ثوابت ومصالح عليا للمجتمع. في الوقت ذاته فإن تمسك وسائل الإعلام باحترام الفصحى، وإلزامها العاملين فيها بأن يكون استخدامهم للعامية على سبيل الاستثناء وفي حالة الضرورة القصوى، وتعلن انحيازها لها فيما تمارسه من أفعال وما تتبناه من خطاب. يكملها أن تبادر سلطة الإدارة باحترام اللغة الوطنية وإظهار التمسك بها. أعني أن تقدم النموذج الذي يحتذيه الناس ومن ثم يربى عليه المجتمع.