وقد اكب الجاحظ على تحصيل علوم العربية، و أخذ علم الكلام عن شيخ المتكلمين ابراهيـم ابن سيـار المعروف بالنظام، و له فرقة تسمى الجاحظية نسبة إليه، و رحل الجاحظ إلى بغداد، فلما رآه استبشع منظره، و يطلق على الأرض التي تبلغ مساحتها مقدار يبذر فيه جريب مكيال) في الأعالي، و للجاحظ مؤلفات عدة أكد بعضهم أنها جاوزت ثمانين و مائة كتاب و رسالة، وفي الحيوان: كتاب الحيوان، وفي اللغة و الأدب: البيان و التبيين. و قد قال أبو الفضل بن العميد عن تلك المؤلفات » كتب الجاحظ تعلم العقل أولا و الأدب ثانيا«. و اشد ما على ست وتسعون سنة« ، و مع ذلك لم يقعد به مرضه عن التأليف و الكتابة و كثيرا ما كان يحمل إلى بغداد ليحضر فيها مجالس العلم و الأدب،