لم يستقبل أنفه حينما ولج باب البيت - شأنه دائما عندما يكون الطعام بطاطا - رائحة الزيت والثوم والكزبرة والبصل، واجتاز العتبة فانحرفت الزوجة التي كانت واقفة تمسك مقبض الباب لتفسح له الطريق. كان المدخل معتما إلا من النور الذي كان يتسلل إليه من الغرفة الداخلية المضاءة. استطاع أن يلاحظ هيئة زوجته التي رفعت يدها إلى جبينها في تلك اللحظة. فقدر أنها لم تأو إلى فراشها، أبعد يده حالا، لكنه مع ذلك شعر بها وكأنها أجلفت من يده. أين كان مخبوءا؟ وما هذا البرد؟ انتظر حتى غطست الشمس في البحر ثم اندفع شرقيا صامتا مثلجا. وأغلقت المرأة الباب بهدوء، واستدارت لتلحق بالرجل الذي تقدمها في مدخل البيت. كان يخطو بهدوء ومن خلفه سارت المرأة في غبش ممر البيت تصغي إليه، و كان يبدو وكأنه يحمل البرد على ظهره الذي ناء تحت ثقله،