السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ؛ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ولسَانُهُ؛ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ: فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا). قال عليُّ بن أبي طالب t: (اللِّسَانُ قِوَامُ الْبَدَنِ، وإذا اضْطَرَبَ اللِّسَانُ: لَمْ يَقُمْ لَهُ جَارِحَةٌ). وَمِنْ عَلامَةِ الإيمان، قال ﷺ: (مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ المَرْءِ؛ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ). قال ابنُ رَجَب: (وَأَكْثَرُ مَا يُرَادُ بِتَرْكِ مَا لَا يَعْنِي: حِفْظُ اللِّسَانِ مِنْ لَغْوِ الكَلَامِ). فَإِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدخِلُ النَّار: الفَمُ والفَرْجُ! قال ﷺ: (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ -أي لسانَه- وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ -أي الفَرْج- أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ). وكَمَالِ عَقْلِهِ: قِلَّةُ كَلامِهِ فيما لا يَعْنِيهِ ولا يُفِيدُه؛ أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ وَأَشهَدُ أَن لاإِلَهَ إِلَّا الله، والخَطُّ لِسَانُ اليَد؛ كَمَا تَحْفَظُ لِسَانَكَ عند الكِلَام، فَإِنَّ (اليَدَ واللِّسَانَ)،                                             وَنَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين. * اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.