وجد الكاتب أن أمتع شيء هو الخلوة بالكتاب، وأن الميل للمطالعة أفضل الميول. وهذا ينطبق على الطالب، المدرس، الطبيب، المرأة، المسافر، والمقيم. فالطالب الذي يعتمد على دروس المدرسة فقط لن يصير عالماً، فالدروس كمن يختار طعام وليمة، يذوق قليلاً من كل صنف ليختار ما يناسبه. لذا، يجب على الطلاب تعويد أنفسهم على المطالعة، بدءاً بالكتب الخفيفة، مثل القصص البليغة، ثم الانتقال لكتب الأدب كـ"البخلاء" و"كليلة ودمنة"، ثم كتب نافعة كـ"صيد الخاطر" و"الرعاية لحقوق الله"، وأخيراً كتب العلم. وخير ما يقرأ هو القرآن بفهم وتدبر، فهو أساس البلاغة والهداية. حتى بلغاء النصارى كالشيخ ناصيف اليازجي وابنه وإبراهيم اليازجي وفارس الخوري درسوا القرآن. ينصح الكاتب بقراءة خمس صفحات يومياً على الأقل، وهو نفسه يقرأ عشرين صفحة كحد أدنى يومياً منذ نصف قرن. المطالعة ضرورية للجميع، للمدرس لتطوير نفسه، وللطبيب لمعرفة آخر التطورات، ولعلماء الدين لمعرفة أحكام الدين، وحتى لقياس رقي البلدان.