ب فن الإلقاء عند الغرب : "إذا أرنا أن تؤرخ لفن الإلقاء عند العرب، وهو ما يقابل ما بعد منتصف القرن السابع الميلادي، وقدروا للكلام ابتداء ووقفاً وتتبعوا اختلاف اللهجات بين القبائل فسلكوا بعضها في عداد الفصيح ، وحكموا على البعض بالتنافر والوحشية " والإلقاء نشيداً منغماً وكانت الصورة الأولى التي ظهر بها الفن عندهم في احتفالهم بأعياد (باكوس) المرحة حيث يتغنى الشاعر ، وتردد الجوقة بعض مقاطعه وحين طور الإغريق هذا الفن إلى تلك المسرحيات الدرامية التي أنشأها ايسكلوس وسوفوكلوس، ويوريبيدس ولكنه اتخذ أسلوباً قريباً من النشيد والتغني في لغة فخمة (كلاسيك) ثم جاء تطور آخر في ذلك العهد نفسه حين كتب ارستوفان كوميدياته فجنح الإلقاء معها إلى ما يلائم طابعها وجوها. وابتعد الإلقاء خطوة أخرى عن التغني والنشيد غير أنها لا يمكن إلا أن تكون خطوة ضيقة جداً ، فطبيعة تلك العصور طبيعة كلاسيكية بفطرتها ، وبقيت هذه الكلاسيكية تطبع الفن التمثيلي قروناً طويلة، وخصوصاً أن هذا