عرف المجتمع الانساني اللغة في أقدم صورة ، ومارس الإنسان اللغة آلاف السنين قبل أن يدونها ، وكتبها قرونا طويلة دون أن يفكر في طبيعتها أو في وظيفتها تفكيراً علمياً بعرف الإنسان الماء وأحسه واستخدمه في حياته ، ولكن التحليل العلمي لمكونات الماء شئ لا يعرفه كل من يشرب الماء ، وشيبه بهذا وذاك أمر اللغة فممارسة اللغة شئ فاللغة قديمة قدم المجتمع الإنساني ، ولكن علم اللغة علم حديث رغم أنه مستفيد من كل الجهود القديمة والوسيطة وعلم اللغة : Linguistics في أبسط تعريفاته هو دراسة اللغة علي نجو علمي ، وهذا مصطلح لا يفهم معناه بدقة إلا المهتمون باللغة ، وكثيراً ما يتعلق بذهن المثقف العربي عندما يتحدث عن علم اللغة أو فقه اللغة (1) . أولاً : فقه اللغة : يطلق مصطلح فقه اللغة علي العلم الذى يحاول الكشف عن أسرار اللغة والوقوف علي القوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفه سر تطورها ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة تاريخية ویری ( ماريوپاى ( أن موضوع فقه اللغه Philology لا يختص بدراسة اللغات فقط ولكن يجمع إلي ذلك دراسات تشمل الثقافة والتاريخ والنتاج الأدبي للغات موضوع الدراسة ، أما علم اللغة فيركز علي اللغة نفسها ، ولكن مع إشارات عابرة أحيانا إلي قيم ثقافية تاريخية (1) وقد ظهر مصطلح فقه اللغة في العالم العربي الحديث في الجامعة فمنهم من يري أن هذا العلم مجرد درس القواعد الصرف والنحو ، ونقد النصوص ، ومنهم من يرى أنه ليس درس اللغة فقط، الممكن أن يدخل في دائرة الفيلولوجي علم اللغة وفنونها المختلفة كتاريخ اللغة ، ومقابلة اللغات والنحو والصرف ، والعروض ، وعلوم البلاغة ) وعلم الأدب بمعناه الواسع ، وتاريخ العلوم من حيث تصنيف الكتب العلمية ، وتاريخ الفقه وتدوينه ، وتاريخ الأديان ، وتاريخ الفلسفة من حيث كتب الحكمه والكلام . إما علم اللغة Linguistics ويطلق عليه أحيانا اسم علم اللغة العام Genereal Linguistics فقد دخل بعض الجامعات العربية حديثاً ، تعالج فيه قضايا اللغة مجردة عن الارتباط بأبة لغة من اللغات . والواقع أن علم اللغة يختلف عن علم الفيولوجي Philology بالمعني المتعارف عليه في جامعات أوربا الشرقية والغربية وأمريكا ومعظم جامعات العالم ، وعلي هذا فمقابله النصوص للخروج منها بالنص الأقدم والأقرب الي مادونه المؤلف عمل فيلولوچي ، وإعداد النقوش للنشر العلمي للاستفاده منها لمعرفة مضمونها التاريخي أو الديني أو الحضاري أولدراسة خطها أولبحث لغتها موضوعات تدخل في علم الفيلولوچي ، ويتبادل أيضا وضع الشروح الميسره لتفهم النص ، وتحقيق ديوان عمل فيلولوچي . أما الدراسة اللغوية للديوان فتعني دراسة نص هذا الديوان في ظواهرة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية فهو علم اللغة (1) ). وهناك تعريفات كثيرة لعلم اللغة عند علماء العربية القدماء ، ويعد تعريف ابن جني ( ت ۳۹۱ هـ ) من التعريفات الدقيقة فيقول : - اللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم) ، ( وهذا تعريف دقيق أكد ابن جني أولا الطبيعية الصوتية للغة ، كما ذكر وظيفتها الاجتماعية في التعبير ونقل الفكر ،