على الرغم من قدم القصه في التاريخ الانساني الا ان القصه القصيره بمفهومها الحديث لم تظهر الا في القرن 19 الميلادي حيث اصبحت نوعا ادبيا متميزا ده خصائص بارزه المعالم من هذه الخصائص ان تعالج القصه القصيره موضوعا واحدا فقط ان تقتصر على حادثه واحده او حلقه محدده او وضع معين ان تلتزم بطول محدد وان اختلفت الاراء حول مقداره وتشترك القصه مع الروايه في عنصر التشويق والحبكه ولكنها تتميز عليها بالكثافه والايجاز والحيويه التي تجعلها اكثر ملائمه لحياه الانسان المعاصر السريعه وقد اثر عن الروائي هنري جيمس قوله القصه القصيره وليس الروايه هي الاكثر ملائمه لوصف حياه القرن العشرين التي تتميز بالهشاشه وسرعه التقلب والتلاشين وتعد القصه القصيره المحكمه هي سلسله من المشاهد الموصوفه التي تنشا خلالها حاله مسببه تتطلب شخصيه حاسمه ذات صفه مسيطره تحاول ان تحل مشكله ما من خلال بعض الاحداث التي ترى انها الافضل لتحقيق غرضها وتتعرض الاحداث لبعض العوائق والتصعيدات حتى تصل الى نتيجه قرار تلك الشخصيه النهائي في القصه القصيره انت لا تروي سلسله من الاحداث وانما تصور مشهدا يجعل المتلقي يتصور القصه تحدث امامه كما لو كانت على المسرح بل تجعله يتقمس دور الشخصيه ويشاركها احاسيسها وعواطفها ويقاسمها همومها وانتظاراتها فالتقمص هو السجيه الخاصه بالقصه القصيره المحكمه والمشهد هو وحدة البناء الرئيسيه في كتابتها ويتالف المشهد من عده عناصر قوامها الزمان المكان الاضاءه الشخصيه المنظور وتكون الرؤية مع غالبا الغرض الحواس الخمس في المشهد تعرض التفاصيل بنظام متتابع بمعنى ان كل عنصر ينتج من العنصر السابق ويقود منطقيا الى العنصر اللاحق فكل حادثه تنشا من السبب وتتحرك في اتجاه النتيجه كما ان نقل تجربته شخصيه القصه يتطلب استعمال الكلمات التي تستخدم على المستوى الحسي التصويري في مجال الضوء والنظر واللمس والذوق وتقتضي اجاده الوصف الابتعاد عن الكلمات المبتدله التي تنعدم فيها القدره على الوصف واعتماد الاستعاره الشعريه التي يستطيع من خلالها الواصف ان يكتشف تشابها مدهشا وغير متوقع في اشياء مختلفه تماما وتوظيف المجاز الادبي سعيا وراء الدقه التي تحول الفكره التجريديه الى مستوى ملموس من المشهد اذ يؤدي اختيار الكلمات بعنايه لما تحمله من معاني ايحائيه يكون نافعا في جعل وصف المشهد دقيقا ومحددا بشكل يزيد من عمق الفهم بيد ان الاحاطه بعناصر المشهد وحدها لا تكفي لتكون بذاتها قصه في غياب العقده ترتيب المشاهد الحبكه والتشويق الشخصيه الحاسمه التي هي البطل غالبا ذات الصفه المسيطره التي قد تتغير بالحدث او تتاثر به ولكنها تبقى ثابته في جوهرها ويبقى الهدف من هذه الصفه هو تحديد اتجاه اختيارات الشخصيه وقراراتها وليس شرطنا التصريح بهذه الصفه اذ يمكن استخلاصها من تصرفات الشخصيه واقوالها ومواقفها تجدر الاشاره كذلك الى ان الحوار له حضور بارز في المشاهد غير ان الحوارات بين الشخصيات ينبغي ان تكون هادفه وخادمه للغرض من القصه ومسهمه في تطوير بنيه القصه واذا كانت العقده تاتي على حين غره لتشكل المحرك الاساسي الذي يحرك الشخصيه للبحث عن الحل فان نهايه القصه والتي تصف نتيجه القرار النهائي الذي اتخذته الشخصيه لفك العقده ينبغي ان تكون حتميه لا مفر منها حتى وان اعتمدت عنصر الصدمه او المفاجاه لجعل النهايه مؤثره الا ان القارئ يجب ان يصدق ان القصه لا يمكن الا ان تنتهي بهذا الشكل لخص بإيجاز