لقد سلط الكاتب الضوء علي مفهوم التفكير العلمي وأهميته في الحياة اليومية. يبدأ بتعريف التفكير العلمي على أنه أسلوب منظم يستخدم العقل للتحقق من صحة الأفكار والمعلومات عن طريق التجريب والملاحظة والتحليل المنطقي، و لقد وزع الكاتب فصول الكتاب علي ثمانية فصول مترابطة. ففي الفصل الأول من كتاب "التفكير العلمي" لفؤاد زكريا بعنوان "ماهية التفكير العلمي". يوضح المؤلف مفهوم التفكير العلمي وأهميته في الحياة اليومية. يبدأ بتعريف التفكير العلمي على أنه أسلوب منظم يستخدم العقل للتحقق من صحة الأفكار والمعلومات عن طريق التجريب والملاحظة والتحليل المنطقي، يشير زكريا إلى أن التفكير العلمي ليس مقتصرًا على العلماء أو المجالات العلمية البحتة، بل هو أسلوب يمكن لأي شخص اتباعه في حياته اليومية لحل المشكلات واتخاذ القرارات. كما يميز بين التفكير العلمي وأنماط التفكير الأخرى، مثل التفكير العاطفي أو الأسطوري، موضحًا أن التفكير العلمي يعتمد على الشك المنهجي والتجربة بدلاً من الاعتماد على الآراء المسبقة أو المعتقدات غير المدعومة بالأدلة، يختتم الفصل بالتأكيد على أن التفكير العلمي ضروري للتقدم والتطور، وأنه يمكن تعلمه وتطويره كمهارة، مما يجعله أداة قيمة للفرد والمجتمع في التعامل مع التحديات الحديثة. اما في الفصل الثاني من كتاب "التفكير العلمي" لفؤاد زكريا بعنوان "العلم والمعرفة العلمية". يتناول المؤلف الفرق بين المعرفة العلمية وأشكال المعرفة الأخرى، موضحًا أن العلم يسعى إلى بناء معرفة موضوعية ومنظمة تعتمد على الأدلة والتجريب، على عكس المعرفة العادية أو الفطرية التي قد تكون مبنية على التجارب الشخصية أو المعتقدات، يشرح زكريا أن المعرفة العلمية تتميز بالدقة والقدرة على التعميم والتنبؤ، حيث يبني العلماء الجدد على ما تم تحقيقه سابقًا. بالإضافة إلى ذلك، مثل اعتماده على الشك المنهجي، ورفضه للتسليم بالأمور دون اختبارها، وسعيه المستمر لتحسين النظريات وتحديثها في ضوء الأدلة الجديدة، كما يتطرق الفصل إلى دور التجربة في البحث العلمي، موضحًا أنها وسيلة رئيسية للتحقق من صحة الفرضيات وتأكيد النظريات. يشير أيضًا إلى أهمية صياغة الفرضيات بشكل دقيق وقابل للاختبار، وأن العلم يسعى دائمًا إلى تقديم تفسيرات مبسطة وشاملة للظواهر المعقدة، ينتهي الفصل بتأكيد أن المعرفة العلمية ليست ثابتة، بل هي عملية ديناميكية تتطور باستمرار مع ظهور معطيات جديدة، مما يجعلها أكثر موثوقية من أنواع المعرفة الأخرى التي قد تتغير أو تتلاشى بمرور الزمن. و في الفصل الثالث من كتاب "التفكير العلمي" لفؤاد زكريا بعنوان "العقبات التي تعترض التفكير العلمي". يناقش المؤلف العوائق المختلفة التي يمكن أن تحول دون تبني التفكير العلمي في المجتمع أو تؤثر على دقة تطبيقه، يوضح زكريا أن العقبات يمكن أن تكون ذات طابع نفسي، مثل العوائق الناتجة عن الميل إلى التفكير العاطفي أو التأثر بالميول الشخصية والتعصب للأفكار المسبقة. كما قد تكون العوائق ذات طابع اجتماعي، حيث تلعب التقاليد الاجتماعية والمعتقدات الشعبية دورًا في إعاقة التفكير العلمي، خاصة عندما تفضل الأساطير والموروثات على الأسلوب العلمي القائم على الشك المنهجي، يتناول الفصل أيضًا العوائق الثقافية التي ترتبط بالمفاهيم الخاطئة عن العلم، مثل اعتبار العلم مقتصرًا على فئة معينة من الناس أو ربطه فقط بالتكنولوجيا، متجاهلين دوره الأوسع في تشكيل طريقة التفكير وفهم العالم. بالإضافة إلى ذلك، يناقش العوائق اللغوية التي قد تؤثر على نشر المعرفة العلمية، لا سيما في المجتمعات التي تفتقر إلى المصطلحات العلمية الدقيقة في لغتها، يختتم الفصل بالإشارة إلى أن التغلب على هذه العقبات يتطلب جهودًا مستمرة لنشر الوعي العلمي وتعليم أساليب التفكير العلمي في المجتمع، مشددًا على أهمية الانفتاح على الأفكار الجديدة والتخلص من المعتقدات القديمة التي تعيق التقدم الفكري. و اخيراً الفصل الرابع من كتاب "التفكير العلمي" لفؤاد زكريا بعنوان "منطق البحث العلمي". يستعرض المؤلف الأسس المنطقية التي يقوم عليها التفكير العلمي، موضحًا أن البحث العلمي يعتمد على قواعد منطقية تهدف إلى الوصول إلى الحقيقة بطريقة منهجية ودقيقة، يبدأ الفصل بشرح الخطوات الأساسية للبحث العلمي، والتي تشمل: تحديد المشكلة، يؤكد زكريا أن هذه الخطوات ليست جامدة، بل تتطلب مرونة في التطبيق وفقًا لطبيعة المشكلة والمجال الذي يتم فيه البحث، يتناول زكريا أيضًا دور الاستقراء والاستنتاج في البحث العلمي، موضحًا أن الاستقراء يعتمد على جمع الملاحظات للوصول إلى تعميمات، بينما يستخدم الاستنتاج للوصول إلى نتائج محددة بناءً على مقدمات معلومة. كما يناقش أهمية الشك المنهجي في التفكير العلمي، حيث يُشجّع الباحث على عدم التسليم بصحة الفرضيات دون اختبارها، يركز الفصل كذلك على أهمية صياغة الفرضيات بشكل واضح وقابل للاختبار، حيث يجب أن تكون الفرضية قابلة للنفي أو التأكيد من خلال التجربة. كما يتطرق إلى دور الصدفة في الاكتشافات العلمية، موضحًا أنها قد تكون نقطة انطلاق، يختتم الفصل بالتأكيد على أن منطق البحث العلمي يتطلب الانضباط العقلي والتزام الحياد، مع السعي المستمر لتحسين النظريات في ضوء الأدلة الجديدة، مما يعزز من تراكم المعرفة العلمية وتطورها. يقدم الكتاب فكرة مهمة حول أهمية التفكير العلمي وأثره على الحياة اليومية. يمكن ملاحظة بعض النقاط التي قد تحد من عمق المحتوى، أحيانًا يكون العرض مبسطًا أكثر من اللازم، مما قد لا يرضي القارئ الذي يبحث عن تحليل أعمق أو تفاصيل أدق حول المنهج العلمي. كما أن الكتاب يفتقر إلى الأمثلة الحديثة أو التطبيقات المعاصرة للتفكير العلمي، وهو ما كان يمكن أن يضفي عليه المزيد من الحيوية والارتباط بالقضايا الحالية، يعتمد الكتاب بشكل كبير على النماذج الغربية في الفلسفة العلمية، دون أن يتطرق بشكل كافٍ إلى إسهامات الثقافات الأخرى، كما أن بعض الأفكار تتكرر عبر الفصول، مما قد يشعر القارئ بنوع من التكرار في الطرح أسلوب فؤاد زكريا في كتاب "التفكير العلمي" يتميز بالوضوح والبساطة، مما يجعله مناسبًا لجمهور واسع، بما في ذلك القراء غير المتخصصين. هناك بعض الملاحظات التي يمكن طرحها حول أسلوب الكاتب، أسلوب الكاتب يميل أحيانًا إلى الرتابة بسبب استخدام نفس النبرة طوال الكتاب، مما قد يجعل القراءة أقل جاذبية للقارئ الذي يفضل التنوع في الأسلوب واللغة، سواء من حيث السرد أو استخدام تعابير أدبية مختلفة