نشأت الدراسات الأكاديمية للاتصال في مطلع القرن العشرين ضمن سياقات سوسيولوجية وسيكولوجية ولسانية متداخلة. كان يُنظر إلى الاتصال بوصفه عملية خطية لنقل الرسائل من مرسل إلى مستقبل عبر قناة محددة، مع افتراض أن الهدف هو فهم المحتوى المنقول لدى المتلقي. أحد أشهر التصورات المبكرة هو نموذج شاننون وويفر (Shannon & Weaver) الذي صاغ الاتصال كمكونات أساسية هي: مرسل، مع التشديد على وجود الضوضاء كعامل تشويشjournalism. قدم هارولد لاسويل صيغة شهيرة تصف عملية الاتصال بسؤال: "من يقول ماذا، هذه النماذج الخطية تفترض اتجاهًا واحدًا للاتصال يبتدئ بالمرسل وينتهي عند المستقبل. تأسّس عام 1913 معهد بحوث الاتصال الجماهيري الأول في جامعة شيكاغو، فيما عُرف لاحقًا بـ"مدرسة شيكاغو"mominoun. مثّل هذا لحظة مفصلية جعلت الاتصال حقلًا علميًا قائماً بذاته. ركز رواد مدرسة شيكاغو على وظائف الاتصال في دمج المجتمع وتوجيهه؛ فرأوا المدينة مختبرًا اجتماعيًا لصهر المهاجرين في هوية وطنية واحدة، وعدّوا وسائل الإعلام أداة لتحقيق المنفعة وخدمة مصالح المؤسسات الاقتصادية والسياسيةmominoun. نظر رواد هذه المدرسة إلى الاتصال بوصفه وسيلة لضبط التماسك الاجتماعي وضمان الإجماع حول القيم السائدة، وأيضًا للتأثير في الرأي العام (مثل استخدام الإذاعة لحشد الناخبين في حملات انتخابية). وهذا يعكس المنطلق الأساسي آنذاك: الاتصال عملية تأثير اجتماعي يمكن توظيفها لتحقيق أهداف محددة (اقتصادية أو سياسية)، سواء عبر الإقناع أو حتى التوجيه الدعائي. وشاعت في تلك الحقبة تصورات مبالغ فيها حول قوة وسائل الإعلام كتأثير "الإبرة تحت الجلد" (Hypodermic Needle) الذي يفترض أن الرسائل الإعلامية تُحقن مباشرة في عقول الجماهير وتتحكم بسلوكهم.