## ملخص: تتنافس العوامل النفسية والعناصر الاجتماعية بشكل مباشر في المجتمعات الصغيرة. يركز علم النفس الاجتماعي على الجماعات الصغيرة في المجتمعات المتقدمة، ويسعى لمساعدتها في تحقيق أمرين: أولًا، المشاركة في برامج التنمية من خلال الإنتاج. ثانيًا، تفعيل القدرات التي تقتضيها الإنتاجية والإبداعات الضرورية للنجاح. ينبغي علينا تقييم صلاحية الأدوات العلمية المستوردة من علم النفس الاجتماعي، لأن نقلها من بيئة اجتماعية إلى أخرى قد يحد من فعاليتها. لم تُثبت نقل المعلومات والتقنيات الحديثة من المجتمعات المتقدمة إلى المجتمعات المتخلفة فعاليتها، حيث لم تتمكن المجتمعات المتخلفة من استيعابها واستخدامها بفعالية. يعود هذا الفشل إلى أنّ نقل المعلومات والتقنيات الحديثة لم يعتمد على الاستعداد الفردي والجماعي للمشاركة في التحولات الاجتماعية، بل اعتمد على مسلمة تشابه البشر والمجتمعات. بينما يشترك البشر والمجتمعات في بعض الصفات الأساسية، إلا أنّهم يتحركون بطرق مختلفة. تتشابه المجتمعات في اعتمادها على ركيزتين: النشاط والحياة الاجتماعية، لكنّ تسلسلها ونوعية تكاملهما تختلف بين المجتمعات المتقدمة والمتخلفة. في المجتمعات المتقدمة، يُمثّل النشاط القمة، بينما تدعم العلاقات الاجتماعية النشاط. أما في المجتمعات المتخلفة، فتُمثّل العلاقات الاجتماعية العمود الفقري للحياة الاجتماعية، بينما لا يُعطي النشاط، خاصة الإنتاج، سوى دعم محدود. يكمن الفرق الأساسي بين المجتمعات في تسلسل وتكامل هاتين الركيزتين. يعترف المجتمع المتقدم بالعلاقات الاجتماعية، بينما تبقى سرية في المجتمعات المتخلفة. تدعم العلاقات الاجتماعية الإنتاج في المجتمعات المتقدمة، بينما تُمثّل عبئًا في المجتمعات المتخلفة. يشعر أفراد المجتمعات المتقدمة بالمسؤولية، بينما يُنظر إلى أفراد المجتمعات المتخلفة كغير مسؤولين. تُمثّل العلاقات الاجتماعية في المجتمعات المتقدمة قاعدة لدعم المشاركة، بينما تُمثّل قيدًا في المجتمعات المتخلفة. يؤدي تسلسل وتكامل الركيزتين المختلفين إلى التخلف والتطور. يُنظر إلى الأفراد الذين يركزون على العمل بدلًا من العلاقات الاجتماعية في المجتمعات المتخلفة كساذجين أو أغبياء. ينبغي إعادة بناء علم النفس الاجتماعي على أسس جديدة بالاعتماد على جانبه العلمي الأصلي.