إن تغير القيم لم يكن مشكلا،  لأن الأمور في الغالب كانت تسير في المجتمعات ببطء وبشكل منطقي،  لكن هذه المجتمعات اليوم أصبحت تواجه تحديا كبيرا وغير مسبوق،  يتمثل فيما تقوم به التكنولوجيا من "ثورة" على الحياة والقيم،  لكن الآثار السلبية تتجاوز ما يمكن أن يكون من إيجابيات،  وهذا وفقا لدراسات وأبحاث عـلمية في مسألة القيم وعلاقتها بالتكنولوجيا -الرقمية- على وجه الخصوص.  وأمام هذا المد الكاسح للتكنولوجيا تولد أو أنتج نوعين متضاربين من المواقف حسب ريمي ريفيل: الباحث الفرنسي المتخصّص في اجتماعيات الإعلام:
  وأيضا التنوع الكبير في الاستعمالات الجديدة الممكنة" ويعتبر أصحاب هذا الرأي أننا إزاء بروز ذكاء ابتكاري استثنائي يُـعبر عنه الجيل الجديد الـمُنغمس في الرقمي.  ويتميز المقابل المعارض بنوع من "القلق بسبب السطوة التي بدأت التكنولوجيا تمارسها على حياة الناس وعلى الروابط الاجتماعية،  ما ينتج لنا فيما بعد حالة من الخواء الفكري والثقافي فيتم إنشاء جيل من الشباب الأجوف اللاهي بملذات الحياة وشكلياتها. إننا هنا لا نحارب التطور العلمي لأنه أمر ضروري جدا وسيكون من العبث ممارسة ذلك،  لكننا نناقش هذا التقدم الذي حققته البشرية بفضل الثورة التكنولوجية والتأثير الذي أحدثته في مسألة القيم وفي تغيرها
 ففي دراسة حديثة بالمغرب معنونة بأثر التكنولوجيات والقيم على الشباب؛  سجلت أن ثلث الشباب المغاربة يقضون أربع ساعات أو أكثر في اليوم مع الأنترنت،  وبصفة عامة يعتبر صدق المعلومات في الإنترنت متوسطا.  وهناك مواقف أخرى بقدر ما تؤكد على الأهمية الكبرى للتكنولوجيات الرقمية تدعو في نفس الوقت إلى الوعي الحذر واليقظ بتداعياتها السلبية على العمل والعلاقات الإنسانية والسلوكية.  فيكون تأثيرها كبيرا نظرا لإمكانية الاحتفاظ بها والرجوع إليها ما يحدث أثرا في النفس، إن هذه الثورة الرقمية تحدث تأثيرا في الشؤون الاقتصادية والمؤسساتية عموما،  إلا أنها تؤدي إلى خلخلة أشكال التواصل والروابط الاجتماعية بسبب بروز "إنسانية رقمية" مما يستدعي إعادة النظر في مسألة التربية على القيم وأنماط التواصل والسعي الأفضل لفهم التأثيرات التكنولوجية على القيم.  فهي تتيح إمكانية -التكنولوجيات- تجاوز عدة صعوبات،  والانتقال بالبلدان من موقع المستهلك إلى موقع المنتج والمبادر. إننا هنا لا نحارب التطور العلمي لأنه أمر ضروري جدا وسيكون من العبث ممارسة ذلك،  ودعم مراكز البحث من أجل الاهتمام بإنجاز دراسات معمقة نظرا لقلتها،  كما يحدث في الغالب الأعم.