واقع اللغة العربية في القنوات الفضائية الجزائرية يعكس تناقضات وتحديات متشابكة، تنبع من تطورات ثقافية، تلعب دورًا محوريًا في نقل المعلومات، إلا أن هذه القنوات تواجه تحديات كبيرة في استخدام اللغة العربية، حيث يتراوح الاستخدام بين العربية الفصحى واللهجات المحلية. يتم الالتزام إلى حد كبير باستخدام العربية الفصحى، بهدف الحفاظ على المهنية والجدية. تُلاحظ بعض الانحرافات نحو اللهجات المحلية، خاصة عند التطرق إلى مواضيع اجتماعية أو محلية بحتة، حيث يشعر المقدمون والضيوف براحة أكبر في التعبير عن أنفسهم. يظهر التباين بشكل أوضح. تعتمد طبيعة البرنامج وضيوفه بشكل كبير على اختيار اللغة، حيث تُستخدم اللهجات المحلية بشكل واسع لتقريب المحتوى من الجمهور ولإضفاء طابع غير رسمي وجذاب. تفضل استخدام اللهجات المحلية لتعزيز التواصل العاطفي والثقافي مع المشاهدين، ما يعكس التأثير الكبير للثقافة الشعبية على اللغة المستخدمة في الإعلام. التحديات التي تواجهها اللغة العربية في هذه القنوات تشمل التداخل اللغوي، حيث يؤثر الاستخدام المزدوج للفصحى واللهجات على نقاء اللغة وسلاستها. كما أن الضغوط التجارية والتنافس بين القنوات تدفع بعض الإعلاميين إلى اختيار اللغة الأكثر جاذبية وسهولة للفهم من قبل الجمهور العريض، مما قد يؤدي إلى تهميش الفصحى. هذه التحديات تبرز الحاجة إلى وضع سياسات تحريرية واضحة تدعم استخدام اللغة العربية الفصحى وتعززها، مع مراعاة ضرورة التنوع اللغوي في بعض السياقات. تعزيز وتطوير برامج تدريبية للإعلاميين على استخدام الفصحى بشكل صحيح وفعال، وزيادة الوعي بأهمية اللغة في بناء الهوية الثقافية والوطنية، تعد من الخطوات الأساسية لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على مكانة اللغة العربية في الإعلام الجزائري.