الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين، وعلي آله وصحبه الغر الميامين بإحسان إلى يوم الدين وبعد . إن موضوع الإمامة من أخطر المواضيع التي شطرت الأمة نصفين بسبب ما نسب ابن سبأ إلي فاختار الشخصية التي يمكن أن يقتنع بها الدهماء ليضرب الإسلام في مقتل كما فعل ونجح في ذلك إلي حد كبير فاقتنع به بعض الناس ممن لا يفكرون ـ وفرق بين العقل والذكاء ـ ثم خلف من بعدهم خلف أخذوا بذره وأنبتوه، فصارت الإمامة أصلا من أصول الدين، وزعموا أن النبي نص على عليّ، وعلي نص علي من بعده وهكذا، ثم امتدت إلي جزيرة العرب والعراق ولبنان والبحرين وغيرها، فصارت الإمامة التي وَكَلَ رسول الله له أمرها إلي أصحابه من بعده؛ يتدثرون ظاهراً بادعاء حب محمد وهم يهدمون دينه؛ وذلك لحل الإشكال بين تعارض النصوص الشرعية المتفق عليها بين عموم المسلمين، وبين ما ابتدعوه من عند أنفسهم. كما تلاشي إسلام عيسى عليه السلام وسوف أتحدث عن الإمامة العظمى أو العامة تمييزا لها عن الإمامة الصغرى في الصلاة وغيرها، وتسمى أيضا بالخلافة أو الإمارة كما ذكر ابن خلدون في مقدمته،