المحاضرة األولى: منهجية البحث العلمي: المفهوم واألهداف.  يعتبر البحث العلمي أحد أهم الطرق العلمية التي ينتهجها أي باحث أو دارس أو 
  وهو يعد مصدرا من مصادر المعرفة،  وعامال
 مهما في حل المشاكل اإلنسانية في مختلف ضروب الحياة،  إضافة إلى أنه بات الوسيلة 
 الوحيدة التي بموجبها تحجز الدول مكانتها في هذا العالم وسط تنافس شديد ومحموم لضمان 
 بقاءها وديمومتها.  ومنهجية البحث العلمي تعرف على أنها طريقة التفكير التي يتخذها كل من 
 يخوض في هذا المجال،  والسبل التي ينتهجها تفكيره وأفعاله 
 أثناء القيام باستكشاف مواضيع أبحاثه،  وهي في الغالب تكون منظمة ومرتبة بطريقة 
 متسلسلة،  أو تلك التي وضعها كخطط 
 أولية كفرضيات أو نظريات، يتم من خاللها تنظيم األفكار وتحليلها واختبارها ثم الوصول بالنهاية لنتيجة ما من خاللها. أوال: المفهوم: تعريف المنهج: 
 لغويا: نقصد به الطريق أو المسلك، يستنهج سبيل فالن أي يسلك مسلكه أو يسير في طريقه.  اصطالحا: ختلفت فيه التعاريف حيث يعرفه
 فقد عرف عدة معاني ومفاهيم ومتنوعة،  بواسطة طائفة 
 من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة ". وهناك من يرى أن كلمة منهج تعني بالمعنى" عدة أدوات استقصائية تستعمل في استخراج 
 المعلومات من مصادرها األصلية والثانوية،  البيئية والفكرية، مترابط ومنسق لكي تفسر وتشرح وتحلل ويعلق عليها".  و هي لفظة مشتقة من الفعل " نهج ". ويقابلها في اللغة الفرنسية Méthodologie وهذا المفهوم مركب من كلمتين األولى
 Méthode وتعني المنهج،  وبذلك فالمنهجية هي العلم الذييهتم بدراسة المناهج،  فهي علم المناهج أي علم معرفة طرق البحث العلمي.  أي األسلوب أو 
 -1 تعريف البحث: كلمة البحث في معناها اللغوي مشتقة من الفعل بحث استبحث
 ً وا و حث 
 تب أي فتش وتقصى تتبع وحاول وتحرى . الباحثون والمهتمون بمجال البحث العلمي تعريفات عدة لمعنى" البحث " فهناك من يرى أنه 
  والتنقيب عنها وتنميتها وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق ونقد
 عميق ثم عرضها بشكل متكامل وصائب". المنظم الكتشاف المعرفة،  والتنقيب عنها وفحصها وتحقيقها ثم عرضها بأسلوب ذكي". فمنهج البحث العلمي هو التقصي المنظم الذي يتم عن طريق إتباع مناهج علمية وعدد 
 من األساليب التي تحدد الحقائق العلمية،  والهدف األساسي منه هو صحة المعلومات 
  ضافة الجديد إليها.  كما تم تعريف
 وتعديل الخاطئ منها وا ه " بأنه األسلوب الذي يقوم 
  في كافة فروع 
 وميادين المعرفة، -2 تعريف العلم: تطلق وتنسب إلى العلم ( Science ( الذي يعني في اللغة إدراك
  أما المعنى االصطالحي له فقد اختلف الباحثون في إعطاء تعريف محدد وموحد
 للعلم من هذه التعاريف:
  أن العلم هو مجموعة من المعارف اإلنسانية التي تتضمن المبادئ والفرضيات والحقائق
 والمفاهيم والقوانين والنظريات التي كشفها اإلنسان وهذا التعريف يؤكد على الجانب
 المعرفي للعلم،  وينظر إلى العلم بكونه مادة.  ب- أن العلم هو عبارة عن طريقة للبحث والتفكير وهذا التعريف يؤكد على الطريقة
 العلمية في البحث في تعريف العلم وينظر إلى العلم بكونه طريقة. والطريقة ( البحث العلمي ) أي ينظر إلى العلم بكونه مادة وطريقة. ويالحظ هنا الفرق بين العلم والمعرفة التي تعني اإلحاطة بالشيء والعلم به. والفرق بين المعرفة والعلم يكمن في أن المعرفة أشمل وأوسع حدودا ومدلوال من العلم بيد أنها
 أقل دقة وعمقا منه،  فالمعرفة من حيث شموليتها تتضمن المعارف العلمية وغير العلمية، فالتفريق بينها يقوم على أساس قواعد المنهج وأساليب التفكير التي تتبع في تحصيل
 المعارف . -4 تعريف البحث العلمي: وردت بشأن" البحث العلمي "تعريفات مختلفة،  ويرجع
  ومن أهمها:" أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها
 الوصول إلى حل لمشكلة محددة، وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد 
 واألدلة التي يمكن التحقق منها والتي تتصل بهذه المشكلة". وا ى 
  ويقصد بالبحث لغوياً " الطلب" أو " التفتيش" أو التقصي 
  أما كلمة " العلمي" فهي كلمة تنسب إلى العلم 
  والعلم معناه د ارك الحقائق،  وكل ما يت
 لهذا، للحقائق العلمية بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها ".  كما عرف أيضا بأنه:" التحري عن حقيقة األشياء ومكوناتها وأبعادها ومساعدة
 األفراد أو المؤسسات على معرفة محتوى أو مضمون الظواهر التي تمثل أهمية معينة لديهم