‏ كان يا مكان في بعض المجتمعات الفتاة لا يتزوجها إلا ابن عمها وإن لم يكن لها ابن عم تتزوج من أقاربها والمثل سائد من ذلك الوقت " حلاة الثوب رقعته منه وفيه" وكان هناك رجل لديه بنت واحدة وأبناء أخ ثلاثة وفي كل يوم يأتي واحد من أبناء الأخ يطلب الزواج بنت عمه وكان يهدد عمه بقتل إذا لم يتزوجها ويأتي الثاني والثالث على نفس المنوال فحت والد الفتاة في اختيار واحد من أبناء أخي ليكون زوجة لابنته ‏كان الخوف لازم طوال الوقت ث أبناء الأخ ثلاثة والفتاة واحدة وفي أحد الأيام عرض مشكلته على أحد أصدقائه فسأله صديقة هل لديكم بقرة ومعها عجلها الصغير وهل لديكم كلبة ومعها جروها قال والد الفتاة نعم ، ‏فقال له صديقة عليك بجلب العجل والجرو ووضعها في الغرفة مع الفتاة واغلق الباب عليهم ولا تفتحه يوم كامل وبعد ذلك اترك أبناء أخيك ليفتحون الباب وستجد الحل المناسب لهذه المشكلة ففعل بنصيحه صديقة ولكن كان مستغرب فطلب من أبناء أخيه ان يتقدموا لفتح الباب فوجد ثلاث فتيات داخل الغرفة وكان الشبه بينهم كبير بحيث لا أحد يستطيع التفريق بينهم حتى والد الفتاة صار لا يميز ابنته الحقيقية وزوج أبناء أخيه الثلاث بالفتيات الثلاث واستقرت كل فتاة في بيتها وكانت البيوت متباعدة المسافة وبعد فترة من الزمن فكر في زيارة ابنته الحقيقية وهو لا يكاد يميزها عن الفتاتين الباقيتين فذهب إلى البيت الأول وسلم على الفتاة ولكنها لم ترد السلام ولم تكلف نفسها بكلمة تفضل يا أبي وكانت تنازع هذا وتشكي من هذا فقال زوجها ليتني والله يا عم لم اتزوجها فهي كالكلبة تنبح ليل نهار ولا تطيق مني كلمة واحدة تفضل يا عم لتشرب معنا فنجان من القهوة فاعتذر والد الفتاة وقال في نفسه هذه ليست ابنتي والحمد لله فذهب إلى البيت الثاني فوجد الفتاة واقفة على الباب فسلم عليها فردت السلام بصوت خفيف ولكنها لم تأبه به وظللت واقفة في مكانها دون حراك فخرج زوجها وقال يا عم ليتني لم اتزوجها فهي كالبقرة إذا قلت لها اجلسي جلست وإذا قلت لها تعالي جاءت فعلم الرجل أن هذه ليست ابنته فتوجه إلى البيت الثالث وسلم على ابنته فاحتضنته وأمسكت بيده وأجلسته وكان زوجها غائبا فذبحت له ذبيحة وغدته وبعد الغداء وصل زوجها فقال لقد زوجتني يا عم بنت أصيلة فهي كالجوهرة تحافظ على بيتي في غيابي والكل يشكرها تقوم بواجب الضيف وتخدم أمي وأبي فابنتك عن عشر نساء في بيتها وهكذا عرف والد الفتى ابنته الحقيقية في الدنيا دروس وعبر والمرأة ثلاثة أصناف الأولى طويلة اللسان تضرب هذا وتم ذا والثانية قليلة الحركة في البيت وقلة الفطنة والثالثة راعية لواجب ويجري على لسانها حلو الكلام للقريب والبعيد وهي جوهرة في بيتها تقوم بواجب الضيافة ولو في غياب زوجها وهذا الصنف عزيز في هذا الزمان.