لقد حظي مفهوم الذكاء باهتمام كبير من قبل الباحثين في مختلف المجالات، وتطورت النظرة إليه من كونه قدرة عقلية عامة إلى مجموعة من القدرات المتميزة والمتعددة. وتعد نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر من أبرز النظريات الحديثة التي وسعت مفهوم الذكاء ليشمل ثمانية أنواع على الأقل من الذكاءات، وقد لاقت هذه النظرية قبولاً واسعاً في الأوساط التربوية والنفسية، حيث يُنظر إليها على أنها تقدم منظوراً جديداً لفهم قدرات الأفراد ومواهبهم المتنوعة. تتجلى أهمية قياس الذكاءات المتعددة في توجيه الأفراد نحو المجالات التعليمية والمهنية التي تتناسب مع نقاط قوتهم الذكية، مما يساهم في تحقيق أقصى إمكاناتهم وتجنب هدر الجهود والأوقات. يصبح توفير أدوات قياس ذات خصائص سيكومترية عالية (كالصدق والثبات) أمراً ضرورياً لضمان الحصول على نتائج موثوقة وصالحة للاستخدام في عمليات التوجيه والتشخيص. على الرغم من الاهتمام المتزايد بنظرية الذكاءات المتعددة وأهميتها التطبيقية، لا تزال المكتبة العربية تفتقر إلى مقاييس مُقننة وسهلة الاستخدام لقياس هذه الذكاءات لدى مختلف الفئات العمرية، com" إلى هذا النقص وسعى إلى تصميم مقياس يتصف بالصدق والثبات والسهولة لتوجيه الطلاب في هذه المرحلة الهامة من حياتهم. ومع وجود بعض المحاولات لترجمة أو تكييف مقاييس الذكاءات المتعددة، بما في ذلك البيئة الفلسطينية والعربية بشكل عام، com" على تمتعه بدرجات عالية من الصدق والثبات وصلاحيته للتطبيق في البيئة الفلسطينية والعربية. إلا أن بعض الدراسات النقدية تشير إلى أن نظرية الذكاءات المتعددة لم تأتِ بجديد جذري، كما انتقدت فكرة استقلالية الذكاءات عن بعضها البعض. يشير المصدر إلى أن اهتمام المجتمعات بالعقل البشري وإمكاناته وأساليب نموه وتطويره يوضح الحاجة إلى أدوات تساعد في توجيه الأفراد نحو التخصصات والمجالات التي قد يبدعون فيها، وبالتالي الحفاظ على الجهود والأوقات والأموال. تتضح الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات المعمقة لتقنين مقاييس الذكاءات المتعددة في البيئات العربية المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار الخصائص الثقافية والاجتماعية لكل بيئة. ويهدف هذا المقترح إلى تقنين مقياس للذكاءات المتعددة لفئة عمرية محددة (يتم تحديدها بناءً على توافر المقاييس وحاجة البحث) في بيئة عربية معينة، ملخص مقدمات الدراسات حول الذكاءات المتعددة حيث تتناول الدراسات المتاحة أهمية نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد جاردنر كمفهوم حديث يوسع تعريف الذكاء ليشمل قدرات متنوعة [Noor-Book. وتؤكد الأبحاث على ضرورة قياس هذه الذكاءات لتوجيه الأفراد تعليميًا ومهنيًا بما يتناسب مع نقاط قوتهم [Noor-Book. الذكاءات المتعددة كمدخل سيكومتري]. وقد أشارت بعض الدراسات إلى نقص في المقاييس المقننة للذكاءات المتعددة في اللغة العربية [Noor-Book. بينما تسعى أخرى إلى ربط هذه الذكاءات بمفاهيم أخرى كالموهبة والدافعية للإنجاز [الذكاءات المتعددة كمدخل سيكومتري, الذكاءات المتعددة لدى عينة من الطلبة ذوي صعوبات التعلم]. وتشدد الدراسات على أهمية التحقق من الخصائص السيكومترية لأدوات قياس الذكاءات المتعددة في البيئات العربية لضمان صلاحيتها [Noor-Book. مع الأخذ في الاعتبار إمكانية تطبيق هذه النظرية في تطوير طرق التدريس والمناهج التعليمية لتلبية احتياجات المتعلمين المتنوعة [الذكاءات_المتعددة_وعلاقتها_بالدافعية_للإنجاز, هذه المقدمات تؤكد على الأهمية المستمرة لبحث وتطبيق نظرية الذكاءات المتعددة في السياق التعليمي العربي، مما يستدعي المزيد من الجهود البحثية لتقنين أدوات القياس واستكشاف تطبيقاتها المختلفة. تستند مقدمة الدراسة إلى أهمية نظرية الذكاءات المتعددة في تطوير وإثراء مجال الفعل التربوي وإحداث نقلة نوعية في التراث السيكولوجي والتربوي. تهدف هذه النظرية إلى تعزيز فاعلية التدريس وتصميم المقررات الدراسية، وتزويد المعلمين بخيارات متنوعة في طرق التدريس والتقويم، مع السماح للمتعلمين بإظهار تعلمهم بطرق متعددة. كما تؤكد النظرية على ضرورة توظيف المدارس مناحي متعددة لملاحظة مهارات حل المشكلات وتقويم مستويات الطلبة. وقد ساهمت نظرية الذكاءات المتعددة في تجديد روح العمل التربوي وتجلت انعكاساتها الإيجابية على فاعلية المتعلم ومركزيته في التعلم. بالإضافة إلى ذلك، التدريس وفقًا لهذه النظرية يساعد الطلبة على تطوير قدراتهم ورفع فاعلية تعلمهم ونجاحهم، وتمكينهم من اكتشاف مواطن القوة والضعف لديهم. وقد أبرزت النظرية تضمينات تربوية متنوعة في كافة مجالات التعليم ومراحله، كما تسهم في تقديم خيارات مرنة في تصميم المناهج، وتمكين المعلم من تقديم المحتوى بطرق متعددة. تستند مقدمة الدراسة المقدمة إلى الأهمية الجوهرية التي تكتسبها نظرية الذكاءات المتعددة في إحداث تحولات جذرية وإيجابية في مجال الفعل التربوي . وتُعد هذه النظرية بمثابة نقلة نوعية ومميزة في التراث السيكولوجي والتربوي على حد سواء، تهدف هذه النظرية الطموحة إلى تحقيق جملة من الأهداف الحيوية، في مقدمتها تعزيز فاعلية التدريس وتمكين المعلمين من تبني استراتيجيات تدريسية أكثر تنوعًا وشمولية . كما تسعى إلى تطوير وتجويد تصميم المقررات الدراسية لتستوعب الاختلافات الفردية بين المتعلمين وتلبي احتياجاتهم المتنوعة . وتقدم نظرية الذكاءات المتعددة للمعلمين مجموعة واسعة من الخيارات المبتكرة في طرق التدريس وأساليب التقويم، كما أنها تفسح المجال أمام المتعلمين للتعبير عن تعلمهم وإظهار فهمهم بطرق متعددة تتناسب مع نقاط قوتهم وأنماط تعلمهم المفضلة . وتؤكد النظرية بشكل خاص على الدور المحوري للمدارس في تبني مناهج متنوعة لرصد وتقويم مهارات حل المشكلات لدى الطلبة، وتقييم مستوياتهم المعرفية والمهارية بشكل أكثر دقة وشمولية . وقد كان لنظرية الذكاءات المتعددة أثر بالغ في تجديد روح العمل التربوي وإضفاء حيوية جديدة على الممارسات الصفية، وقد تجلت انعكاساتها الإيجابية بشكل واضح على فاعلية المتعلم ومركزيته في العملية التعليمية . إن التدريس الذي يستند إلى مبادئ نظرية الذكاءات المتعددة يساعد الطلبة على تطوير قدراتهم الكامنة ورفع مستوى فاعلية تعلمهم وتحقيق النجاح الأكاديمي والشخصي . كما يمكّنهم من اكتشاف مواطن القوة والضعف لديهم، وتوجيه جهودهم نحو المجالات التي يمتلكون فيها استعدادًا طبيعيًا . وقد أبرزت هذه النظرية العديد من التضمينات التربوية المتنوعة التي شملت كافة مجالات التعليم ومراحله المختلفة، كما تسهم في توفير خيارات مرنة في تصميم المناهج الدراسية، وتمكين المعلم من تقديم المحتوى التعليمي بطرق متنوعة وجذابة تلبي احتياجات جميع المتعلمين . قدمت نظرية الذكاءات المتعددة إطارًا نظريًا وتطبيقيًا قيمًا لبناء الأنشطة والبرامج التدريبية التي تتوافق مع قدرات المتعلمين البالغين وطموحاتهم المهنية والشخصية .