من دون تعمق وإعمال للعقل والوقوف على ظاهر الأشياء. كما بلغ هذا المفهوم مداه، بتحوله إلى شك وارتياب في المعرفة الدينية، وهذا شك لاعلاقة له بالشك المنهجي المرتبط بالتفكير العقلاني، ولعل الحاضنة الفكرية /الاجتماعية الكبيرة التي يحظى بها الإرهاب خير دليل على ذلك. يتحدث الدكتور محمد أركون عن مفهوم ''الجهل المؤسس'' المرتبط بالنظام التربوي العقيم في المدارس والجامعات العربية الذي ساهمت مناهجه وبرامجه في تغييب العقل وإنتاج منظومة قيم هدامة كالتطرف والتعصب والانحراف، فلم نتمكن من مواجهة مشكلاتنا الداخلية، وذهبت كل محاولات الإصلاح في التعليم أدراج الرياح. وتصدير الفكر المنحرف والإضرار بعقيدة الأمة، أصبح الجميع بين فكي كماشة الجهل المقدس والجهل المؤسس، انفجر فيها ما كان مضطرما تحت الرماد، وسقطنا في براثن الغرائزية الأولى، فـــأي قدر ساقنا إلى ما نحن فيه؟ وكيف السبيل إلى محاربة كل أشكال التجهيل؟ عبر رد الاعتبار للفكر العقلاني والاغتراف من الينابيع الصافية لمخزوننا الثقافي والتراثي والديني،