يلعب الفن دوراً مهماً في التفاعل مع قضايا المجتمع، وذلك بتسجيلها تارة وبالتعبير عنها تارة أخرى. وتأخذ أشكال التعبير عن قضايا المجتمع أنماطاً متعددة، حسب نمو وتطور أساليب التعبير الفني وبما يتوافق مع ثقافة المجتمع والفترة التي يمر بها، بما فيها من تقلبات سياسية واجتماعية وفكرية. وعندما ننظر إلى المنمنمات التي رسمها الرسام الشهير يحيى بن محمود الواسطي نجدها تعبر عن تلك الفترة التي عاش فيها المجتمع المسلم من استقرار وازدهار لنوع من الأدب عرف بفن المقامة والمقامة هي عبارة عن حكاية يرويها راو عن أبطال قصة ما. منمنماتها عام ٦٣٤ هـ ( المنمنمة هي عبارة عن صورة دقيقة لتزيين الكتب ) هي مخطوطة بها أكثر من مائة منمنمة توضح الحكايات التي يرويها الحارث بن همام عن حيل أبي زيد السروجي ونوادره حيث تمثل كل منمنمة مقامة من المقامات المائة، وتعبر عن جزء مهم من الحكاية، وتوجد نسخة من هذه المخطوطة بالمكتبة الأهلية بباريس ولا ريب أن تلك القصص والرسومات المصاحبة لها تعطي فكرة واضحة عن نمط الحياة الاجتماعية في ذلك العصر بما فيه من عادات وتقاليد وأشكال الملابس والحلي وإذا نظرنا إلى الفن في القرن العشرين نجده تأثر وأثر في نمط الحياة الاجتماعية،