في دلالات الصمت عن مشكلة التفاوت بين الجنسينعموا، إذا حلنا الإنتاج السوسيولوجي الضخم حول المدرسة إلى غاية بدايات التسعينيات، لا يمكتنا إلا أن نندهش من صمت علماء الاجتماع، لكنها لم تثر اهتمامهم. خصوا في السياق الفرنسي، وجهت نحو تحليل التفاوت الاجتماعي الذي يتيح وضع الملاحظات الإمبريقية في إطار نظري أثير (الماركسية)، ففي هذا السياق الخاص، يجري حجب كل ما لا يرتبط بوضوح بسير «المدرسة الطبقية»، وينظر إليه على أنه أمر ثانوي.ويثير هذا الصمت الدهشة فعلا، في نظر ماري دورو بيلا، إذا علمنا أن أحد المواضيع الأساسية السوسيولوجيا التربية، وفق المرجعية الدورکهایمية التأسيسية، هو تحليل الوسائل التي عن طريقها يجدد مجتمع ما باستمرار شروط وجوده الخاص، ومنها التقسيم الجنسي للوظائف والمهمات (9). في مجتمع ما؛ ومعاییر تمییز، تندرج غالبا ضمن خصوصیات بيولوجية، لهذا، فكل مجتمع يحرص على أن يجعل تقسيما للعمل بین الجنسين، يدرك باعتباره بديها، خصوا بالاستناد إلى الاختلافات من ناحية الكفايات والمؤهلات والمهمات، والتي کشف الدرس الإثنولوجي أنها في الواقع متغيرة من مجتمع إلى آخر.الماذا إذا تصمت سوسيولوجيا التربية عن ظواهر هي مع ذلك في صلب إشکالیتها؟ هل لأن الجنس متغير خاص؟تجيبنا ماري دورو بيلا أن هذا المتغير يتميز بكونه في الوقت ذاته مقولة بيولوجية تخلو عموما من الغموض، وهو أيضا شبكة قراءة تطبق آليا على سلوكات اجتماعية متعددة. لكن السن أو العرق لهما أيضا هذه الخاصية المزدوجة، من دون أن يبدي عالم الاجتماع أي صمت تجاههما. فلماذا إذا يتخلی هذا العالم عن إنتاج تأويل سوسيولوجي للاختلافات تبعا للجنس، يتجاوز اللجوء إلى الاختلافات الطبيعية؟ لماذا لا ينتصر لمنطق تخصصه العلمی في مواجهة كتلة المعطيات التي تشهد على هذه الاختلافات، فيبحث عن أصل التشكل الاجتماعي لهذه السلوكات المتمايزة وسیرورته، الصادرة عن فاعلين اجتماعيين، ذكورا وإناتا ؟(20)في الواقع يتعين البحث عن أجوية لهذه النوعية من الأسئلة في جهة سوسيولوجيا السوسيولوجين أكثر منها في جانب سوسيولوجيتهم، لا سيما أن السوسيولوجيا تدعو باستمرار إلى القيام بسوسيولوجيا الممارستها العلمية، سواء تعلق الأمر بنمط الأسثلة التي تطرح على الواقع، والتي تحقق دراستها مردودية أيديولوجية و/ أو مادية، أو بنوع المنهجيات المعتمدة.وفي هذا الصدد، ترى ماري دورو بيلا أن تحليل الموقع الاجتماعي لعلماء اجتماع التربية أنفسهم، ولانخراطهم فاعلين اجتماعيين، ضمن المقاربة السوسيولوجية التي تسعى للكشف عن حيثيات الصمت، على الأقل في السياق الفرنسي، غالبية الباحثين هم رجال، وغالا ذوو مرجعية ماركسية. يمكننا أن نفترض أن صمتهم إزاء التمايزات بين الجنسين آت أولا من كونهم رجالا، فهم «لا يتبهون للمشكل»؛ بحيث يفكرون في ذواتهم باعتبارها كونية وليست إشكالية، بالتماهي اللاواعي مع العام ومع المذكر. فعندما يحللون، المدرسة من دون التطرق إلى التفاوتات بين الجنسين، والانتصار لوجهة نظر خاصة بعيدة عن منطق العلم ومقتضياته(5)ويعود الصمت أو العمى السوسيولوجي أيضا إلى كونهم ذوي مرجعية ماركسية؛ فهم يدركون الصراع،رجال/ نساء، باعتاره ثانوا مقارنة بالصراع الطبقي. لكن هل إن المرجعية المارکسية قناع أيديولوجي إذا كان الأمر كذلك ربما بالنسبة إلى الماركسية الأرثوذكسية وتعبيراتها في شتى حقول المعرفة، بما في ذلك السوسيولوجيا التي كانت تعتقد أن القضاء على النظام الرأسمالي سيؤدي حتما إلى القضاء على السيطرة الذكورية، أي إن حل التناقض الطبقي سيفضي بلاشك إلى حل التناقض الجنساني )، فإن الأمر بخلاف ذلك مثل بالنسبة إلى الباحثات الممثلات لما يسمی تيار النسائية المادية اللواتي لم يثنهن استلهامهن المرجعية الماركسية عن تأكید تلازم الصراع الطبقي والنضال ضد الهيمنة الذكورية. ذو المرجعية الماركسية، ونيکول - کلود ماثيو Nicole-Claude Mathieu، وباولا تثابت Paola Tabet، وكولیت غیبومان Ccolette Guillaumin . إلخ، بأن النظام البطريركي يخترق كل الطبقات الاجتماعية، ويوجد في كل المجتمعات الإنسانية، بما فيها تلك التي تخلو من الطبقات الاجتماعية، ومن ثم فمعركة القضاء على النظام الرأسمالي ومعركة القضاء على التمييز الجنسي معرکتان متلازمتان يجب أن تسيرا على نحو تساوقي وتزامني "2). وبتأثير الانغلاق النظري أو هيمنة البراديغم المهيمن على إشكاليتهم. يبدو لنا أنها وحدها إثنومركزية للجنس قوية جا، يمكنها أن تفضي إلى عدم اعتبار الجنس، ومن ث في كل البيئة الاجتماعية اللذات، وانطلاقا من ذلك، أن كان تعليم الفتيات لم يظهر، في البداية، موضوا جديرا بالاهتمام سوى الدى عالمات الاجتماع النساء، ونسائي (.وعلاوة على ما سبق، يبدو أن استبعاد الخوض في موضوع التفاوت بين الجنسين غیر مفصول عن علاقات القوى الخاصة على مستوى الحقل العلمي نفسه، بل عن علاقات القوى العامة التي تربط الرجال والنساء، وتحديا علم النفس . إلخ) ولسوسيولوجيا التربية على نحو خاص؛