یجد أنها لم تزد على أن جعلت من سوق الأو ارق المالیة مكان یجتمع فیه المتعاملون، تعقد فیه مجموعة من المعاملات المالیة. ولكن أدى نمو شبكات ووسائل الاتصال إلى التقلیل من أهمیة التواجد في المقر المركزي لسوق الأوارق المالیة. وبالتالي سمحت بالتعامل خارج السوق من خلال شركات السمسرة المنتشرة في مختلف الدول.ومن خلال ما سبق یمكن استخلاص النقاط التالیة حول سوق الأو ارق المالیة:- أن سوق الأو ارق المالیة یستمد مفهومه من مفهوم السوق بشكل عام. - أنه یمثل الآلیة التي یلتقي من خلالها البائع والمشتري، بغض النظر عن المكان المادي للسوق. - یتم فیه التعامل على الأو ارق المالیة في إطار توفر شروط محددة، وفقا لقواعد ونظم معینة. - من الأركان الرئیسیة في سوق الأو ارق المالیة الوسطاء، وصناع السوق وقنوات الاتصال. نشأة سوق الأو ارق المالیةترجع كلمة بورصة نفسها إلى الاجتماعات التجاریة التي كانت تعقد في فندق قریب من مدینة بروج "Bruge" البلجیكیة، كان یملكه أحد أف ارد عائلة "فان دي بورص" " Van Der Bourse"، حیث كان یجتمع به في فندقه العدید من التجار وعملاء المصارف والوسطاء المالیین، وكانت الارتباطات تتم في شكل عقود وتعهدات، ثم تطورت لتشمل الت ازمات مستقبلیة قائمة على ثقة متبادلة بین طرفي عملیة المبادلة. ویعتبر المؤرخون سنة 1339 بمثابة السنة التي ولد فیها مفهوم البورصة، نسبة إلى عائلة الشخص السابق الذي كان یستقبل هؤلاء التجار ورجال الأعمال في فندقه. ویقول البعض أن الاجتماعات كانت تعقد أمام الفندق وأمام بیت هذه العائلة، وكان شعار هذا الفندق عبارة عن ثلاثة أكیاس للنقود "three purses" معلقة دلیلك إلى البورصة والأسهم وأسواق المال، دار الكتاب العربي، 3محاضراتفيمقياس:الأسواقالماليةبعد قیام الثورة الصناعیة أصبح إنتاج السلع یتطلب استثما ارت كبیرة تفوق المقدرة الفردیة،مما أدى إلى إنشاء الشركات المساهمة، التي تقوم على أساس مشاركة عدد كبیر من المساهمین في ملكیة مشروع معین، ویقدمون له الأموال ویكتفون برسم السیاسة العلیا للشركة، دون التدخل في الإدارة التنفیذیة التي ینتخبها المساهمون. وتشجیعا لهؤلاء المساهمین على الاكتتاب في الأسهم والسندات، كان لابد من توفیر وسیلة مناسبة لتمكینهم من التصرف في هذه الأو ارق التي تثبت الملكیة في مشاریع قائمة ومنتجة، وبالتالي توفیر السیولة لهم في الوقت الذي یحتاجون فیه السیولة، فالأسواق المالیة المنتظمة هي نتیجة تطور اقتصادي، ففي بدایة المارحل الأولى للثورة الصناعیة كانت وحدات الإنتاج صغیرة وحاجاتها المالیة ضئیلة، والادخار لدى الأف ارد كان منخفضا، إضافة إلى ذلك لم تكن هناك مؤسسات متخصصة للاحتفاظ بمدخ ارت الأف ارد، ومع نمو الاقتصاد وزیادة الدخول، وتوظیفها في مجالات إنتاجیة،الصفقات، وتمكین المستثمرین من بیع حصصهم أو زیادتها. نتیجة لنفس ظروف التطور التجاري والاقتصادي، ظهرت أسواق لتداول الأو ارق المالیةفي عدة دول أخرى كهولندا وبریطانیا والدانمارك خلال القرن السادس عشر والسابع عشر. وبعد أن بدأ یضمحل الدور الهام الذي لعبته مدینة بروج البلجیكیة ومرفأها في مجال التبادلات التجاریة والمالیة مع نهایة القرن ال اربع عشر، انتقل هذا الدور لمدینة أخرى تقع في شمال بلجیكا هي آنفرس التي تم فیها إنشاء أول بورصة عام 1536،العالم ولاسیما ال أرسمالیة. وفيبریطانیا أنشئت بورصة لندن للأو ارق المالیة في عام 1776.محاضراتفيمقياس:الأسواقالماليةالمالیة في بریطانیا في أوائل القرن التاسع عشر في مبنى خاص أطلق علیه اسم Royal" "Exchange. أما فیما یتعلق بالبورصات الأوروبیة الأخرى وكذلك في الولایات المتحدة الأمریكیة، فلم تظهر إلا في نهایة القرن السابع عشر وبدایة القرن الثامن عشر، حیث یعتبر عام 1792 هو بدایة تنظیم أكبر بورصة في العالم وهي بورصة وول ستریت بنیویورك، وقد سمیت بذلك الاسم نسبة إلى شارع الحائط "Wall Street" )وهو الحائط الذي بناه الهولندیون آنذاك لحمایة قطعانهم(، وكذلك الحال بالنسبة لبورصة باریس الحالیة فقد تأسست في عام 1808)6(. وتم إنشاء بورصة طوكیو عام 1878، وبعدها شرعت الدول تباعا في إنشاء أسواق