يقصد بالمعرفة مجموع المعارف والمفاهيم والمعتقدات والأحكام والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به، وبذلك فالمعرفة تتكون من ثلاثة جوانب مهمة هي: المعلومات، وترتبط بالمفاهيم والمصطلحات والحقائق والأفكار والقواعد والطرائق والنظريات التي تشكل جسم المعرفة، ثم طرائق البحث والتفكير المتعلقة بالمهارات العقلية المرتبطة بمعالجة تلك المعلومات وتحليلها وإعادة صياغتها وتقويمها. وتتميز المعرفة بعدد من الصفات التي تحدد طبيعتها الاقتصادية فهي مــعــيـن متجدد، ولذلك فمن الضروري أن تقوم منظومة مجتمعية بمهام اكتساب المعرفة نشرا وإنتاجا وتوظيفا في خدمة التنمية. وإنما على مدى إسهام هذا المضمون في إيجاد حلول مناسبة لمشاكل التنمية في مجتمع ما وفي وقت معين. أما مجتمع المعرفة – كما ترى جل الدراسات – فهو المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع المجالات الاجتماعية؛ سواء أكان ذلك على مستوى الاقتصاد أم المجتمع المدني أم السياسة والحياة الخاصة. وبعبارة أخرى أن تكون المعرفة ناظما لجميع مجالات الحياة البشرية. فالنظريات الاقتصادية الحديثة تؤكد أن التنمية البشرية لم تعد تتوقف على وجود مجتمع زراعي أو مجتمع صناعي،