كنتُ أسير في حديقة هادئة، حيث الأشجار الضخمة والزهور الملونة. كانت الشمس تلعب بأشعتها بين الأفق وتنثر أضواءً متلألئة على الطريق الرملي. كان الهدوء يخيم على المكان، سمعت صوت بكاء ضعيف يتسلل من بين أغصان الأشجار. وجدت في نهاية المطاف طفلاً صغيراً، يجلس وسط الزهور، وجسمه الصغير يرتجف بسبب البكاء الشديد. كانت ملابسه متسخة ووجهه مليء بالدموع. وحاولت تهدئته بكلمات دافئة. بدأ يشعر بالراحة بوجودي. قررت أن أخذه معي للبحث عن أي مؤشر يمكن أن يقودنا إلى أسرته. زادت الآمال في أن يتم العثور على أهله. بدأ الطفل يستعيد ذاكرته تدريجياً، وبدأ يروي قصته بكلمات قليلة. عندما وصلنا إلى مكتب الإدارة في الحديقة، اتصلنا بالشرطة للإبلاغ عن الطفل المفقود ووصفنا الحالة. لم يمر وقت طويل حتى وصلت عائلته بسرعة، وكانت الفرحة واضحة على وجوههم عند رؤية ابنهم الصغير سالمًا ومعافى. أحسست بسعادة عارمة لأنني كنت قادرة على مساعدة هذا الطفل الضائع في العثور على منزله وأسرته. كانت هذه التجربة تذكيرًا بأهمية الحنان والرعاية في عالم يمكن أن يكون فيه الطفولة بمثابة مغامرة لا تنسى.