الحياة الاقتصادية في الحضارة البيزنطية كانت معقدة ومتنوعة، وتُعتبر واحدة من الجوانب التي تميزت بها هذه الحضارة. التي كانت تُعتبر خليفة الإمبراطورية الرومانية في الشرق، تطورت العديد من الأنشطة الاقتصادية التي شملت الزراعة،الزراعة كانت الأساس الذي استندت عليه اقتصاديات الإمبراطورية البيزنطية، كانت الأراضي الزراعية مملوكة إما من قبل الدولة أو من قبل كبار النبلاء أو الكنيسة. المنتجات الرئيسية التي كانت تُزرع تشمل:• القمح: كان يُزرع بشكل رئيسي في مناطق البحر الأسود وحوض نهر النيل.• الزيتون والعنب: كانت بيزنطة منتجة هامة للزيتون والزيت، كما كانت صناعة النبيذ حيوية.• الخضروات والفواكه: كانت تزرع في مناطق مختلفة بما في ذلك التين والليمون والمشمش.• الحبوب: مثل الشعير والذرة كانت جزءاً مهماً من غذاء السكان.كانت التجارة عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد البيزنطي، وكان البيزنطيون يتحكمون في طرق التجارة بين الشرق والغرب. العاصمة القسطنطينية (إسطنبول اليوم) كانت مركزًا تجاريًا عالميًا وتُعتبر نقطة التقاء بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.• التجارة البحرية: كانت بيزنطة تمتلك أسطولًا تجاريًا ضخمًا يعزز التجارة بين البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود.• التجارة البرية: أيضًا كان هناك طرق برية تربط بيزنطة بمناطق شاسعة من آسيا الصغرى إلى الشرق الأوسط وأوروبا.• البضائع التجارية: كان البيزنطيون يتاجرون في مجموعة واسعة من السلع مثل الحرير،على الرغم من أن الزراعة والتجارة كانت الأكثر أهمية، إلا أن هناك صناعات أخرى كانت موجودة أيضًا،• الصناعات النسيجية: بيزنطة كانت مشهورة بجودة منسوجاتها، وكان البيزنطيون قد اكتشفوا تقنيات تصنيع الحرير ونقلوها إلى أوروبا.• صناعة الفخار: كان الفخار يتم تصنيعه بكميات كبيرة، خاصة في المدن الكبيرة مثل القسطنطينية.كان النظام المالي في بيزنطة يعتمد بشكل كبير على الضرائب. الحكومة البيزنطية كانت تفرض ضرائب على الأراضي، كان هناك نظام معقد من الرسوم والضرائب التي تم جمعها لصالح الدولة.• النقد البيزنطي: كان البيزنطيون يستخدمون عملات ذهبية وفضية. أشهر العملات كانت البيزانتين الذهبية، التي كانت تُستخدم بشكل واسع في التجارة الدولية.كان الاقتصاد البيزنطي يعتمد أيضًا على الدعم العسكري. فالإمبراطورية البيزنطية كانت تعتمد بشكل كبير على جيشها لحماية حدودها والحفاظ على التجارة الداخلية والخارجية. كان هناك تركيز على تمويل الجيوش من خلال الضرائب والإيرادات الأخرى. وكانت تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد البيزنطي. كانت الأراضي التابعة للكنيسة تؤمن جزءًا كبيرًا من الإنتاج الزراعي. بالإضافة إلى ذلك، كانت الكنيسة تدير العديد من المؤسسات الخيرية والتعليمية التي كانت تساهم في الحياة الاقتصادية.في الفترات المتأخرة من الإمبراطورية البيزنطية، واجهت الدولة العديد من المشاكل الاقتصادية مثل التضخم وضعف التجارة نتيجة الهجمات المستمرة من الغزاة. كانت هناك أيضًا صعوبة في استيراد السلع من المناطق التي كانت تحت سيطرة أعداء الإمبراطورية، مما أثّر على الاقتصاد. كانت الحياة الاقتصادية في الحضارة البيزنطية متكاملة ومعقدة، تجمع بين الزراعة كقاعدة أساسية، كما أن سيطرة الحكومة البيزنطية على الاقتصاد كانت مهمة جدًا لضمان استمرارية الإمبراطورية وازدهارها على مر العصور.