ذات يوم ربيعي بينما كنت عائدة من المدرسة إذ جلب انتباهي امرأة مسكينة تستطعم و تستجدي باستحياء مفرط. أثارت في نفسي مشاعر العطف و الشفقة. فتسمّرت في مكاني أفكـّر في حال هذه السيدة وما الذي أوصلها الى هذا المآل السّيء . كانت شاحبة الوجه ترتدي أشلاء بالية و خرقا مرقعة، تعتلي ركنا قذرا ناصية الشارع بعيدا عن فضول المتطفلين و تبحث عن أيادي كريمة تعطيها بعضا من النقود . هرعت الى متجر قريب و اشتريت لها خبزا و جبنا ثمّ قدّمتها لها فعادت لها ابتسامتها الرقيقة المغصوبة المتكلّفة ثمّ قالت : كم أنت جميلة و كريمة . سوف أدعو لك بطول العمر و بتألـّق النجاح في دراستك “ فأجبتها : لا أنا امرأة أرملة و لا أملك صغارا أما زوجي رحمه الله فقد فارق الحياة إثر حادث مرور أليم “ فقلت و أنا أرتعش ندما : سامحيني أرجوك لأنّني ذكّرتك بأيـــّام مريرة. لا،