ومما يحكى أيضاً أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان رجلٌ تاجرٌ اسمه عبد الرحمن قد رزقه الله بنتاً وولداً فسمى البنت كوكب الصباح لشدة حسنها وجمالها وسمى الولد قمر الزمان لشدة حسنه ولما نظر ما أعطاهما الله من الحسن والجمال والبهاء والاعتدال خاف عليهما من أعين الناظرين وألسنة الحاسدين ومكر الماكرين وتحيل الفاسقين فحجبهما عن الناس في قصرٍ مدة أربعة عشر سنةً ولم يرهما أحدٌ غير والديهما وجاريةٌ تتعاطى خدمتهما وكان والدهما يقرأ القرآن كما أنزله الله وكذلك أمهما تقرأ القرآن فصارت الأم تقريئ ابنتها والرجل يقرئ ولده حتى حفظا القرآن وتعلما الخط والحساب والفنون والآداب من والديهما ولم يحتاجا إلى معلمٍ فلما بلغ الولد مبلغ الرجال قالت المرأة لزوجها التاجر: إلى متى وأنت حاجب ولدك قمر الزمان عن أعين الناس؟ أهو بنتٌ أم غلامٌ؟ فقال لها: غلامٌ،