الأب هو عمود البيت الذي يستند عليه الصغير والكبير ؛ فهو القائد والصديق والقلب الحنون الذي يضم أبنائه ويرشدهم إلى الصواب في جميع نواحي حياتهم ، ولذلك فإن الأب قدوة عظيمة للأبناء ، وإذا قرأت موضوع انشاء عن الاب ؛ فإنك ستلمس فيه مدى الفخر والاطمئنان بوجود الأب والرغبة في المضي بنفس طريقه في الحياة ، لأنه بالنسبة لأبنائه مثال لا يمكن أن يأخذ أحد مكانه ، ولذلك عند سؤال الابن او الابنة ما هو قدوتك في الحياة ؛ فإن أغلب الإجابات ستكون عبارة قدوتي في الحياة أبي. فإنني أتحدث عن الأمان والسند والعطاء ، وذلك لأن الله تعالى قد وضع الحنان والرحمة والحب كغرائز أساسية في الأب والأم ، ولذلك أوصى الله الأبناء بآبائهم خيرًا ، وفي ذلك يقول الله تعالى “وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا” ، ومن هنا بدت الروابط بين الآباء والأبناء وطيدة ولا يمكن أن تنكسر ، وبدأ الأب في صورة لا مثيل لها ؛ حيث يتمنى الإبن أن يرتدي نفس ملابسه ويحلم بالحصول على نفس وظيفته في المستقبل ، كما تقف الابنة أمام أبيها ناظرة إليه بعين الإعجاب والانبهار ، وتتمنى في قرارة نفسها أن يكون زوجها المستقبلي مثل أبيها في كل شيء. إذا نظرتُ إلى أبي فإنني أرى فارسًا مغوارًا يقود الحياة من أجل إسعادنا ، ومن المؤكد أن الأب يحمل على عاتقه مسئوليات عظيمة ؛ فهو يبدو كالجبل لا يمكن أن ينهزم أمام نوائب الحياة من أجل أبنائه ؛ حيث أنه يستيقظ كل صباح آملًا في يوم جديد يحمل الأمل من خلال سعيه للعمل الذي يحصل منه على الرزق ، الذي يساعده على توفير حياة مناسبة لأسرته ، ولا يقتصر دوره على حصد المال من أجلهم بل إنه يقضي احتياجاتهم المادية والمعنوية ؛ حيث يربيهم ويهذبهم ويسعى إلى تعليمهم وتشجيعهم ، هل تعلم يا أبي أنك قدوتي التي تعجز الكلمات عن وصفها؟ ، هكذا يجب أن يكون الأب قدوة حسنة لأبنائه من خلال أخلاقه الحميدة واجتهاده في عمله وحفاظه على علاقته الطيبة بأبنائه ، ومن ثَم فإن الأبناء سيتعلمون من الأب كل ما هو جميل ، لأن سلوكياته ستنطبع بالتأكيد على تصرفات أبنائه ، وبالتالي فإن الأب الحقيقي هو الذي يخرج من تحت يديه أجيال عظيمة تحمل لواء الأخلاق الحسنة والاجتهاد في العمل ؛ فليس من المعقول أن يكون الأب مدمنًا على سبيل المثال ويطلب الصلاح من أبنائه ؛ لأنه سيكون قدوة سيئة وقد يتسبب في هلاك أبنائه ، بينما الأب الحقيقي هو الذي يعلم أبنائه الفضيلة والعمل الصالح. الأب هو حلقة الوصل بين الأبناء والحياة الأب هو المحور الرئيسي الذي يربط الأبناء بالعالم المحيط ؛ حيث أنه يقوم بإخراجهم إلى الحياة ودفعهم إلى الأمام وتشجيعهم على التقدم ، وعند غياب الأب لأي سبب سواء موت أو سفر أو غير ذلك ؛ على عكس الأبناء الذين يعيشون في كنف الأب الذي يربطهم بالحياة الخارجية ؛