القيم والمورثات الأساسية ❑ استعرض عالم الاجتماع العربي، عبد الرحمن ابن خلدون في المقدمة مراحل التغير وعلاقتها بثبات القيم الاجتماعية الأساسية التي تشمل: الولاء والانتماء والترابط والتضامن والعدالة والأمانة والصدق والشهامة والكرم والرحمة والتسامح والاحترام والعمل الجاد والتنظيم والنظام ومكافحة الفساد والانحرافات الاجتماعية وتحقيق الخير والصلاح لجميع أفراد المجتمع. وهذه القيم هي التي تؤسس الركيزة الحضارية التي تبنى عليها النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتي تنبع من القواعد التربوية. ❑ ركز ابن خلدون على مفهوم التربية وأهميتها في بناء قيم المجتمع وتكوين الشخصية ودور الأسرة في التربية وتأثير المناخ الاجتماعي والثقافي والديني في منظومة الأخلاق والتربية. ويعد التراث التربوي لابن خلدون عنصرا أساسيا في القواعد التربوية وكمفهوم شامل ومتكامل في المجتمع الإسلامي. ❑ يعتبر عالم الاجتماع الفرنسي Emile Durkheimبأن القيم هي الركيزة الأساسية للبناء الاجتماعي وهي التي تحافظ على تكوينه وتماسكه. وحذر من تآكل القيم التقليدية في المجتمعات المتغيرة، وركز على المعايير وفلسفة الأخلاق التي تشكل المصد الحقيقي ضد تداعي القيم. ❑ اعتبر عالم الاجتماع الفرنسي Jean-Jacques Rousseauبأن منظومة القيم الاجتماعية هي القاعدة الأساسية للتربية وتماسك المجتمع. والأسرة هي الحاضن والمعلم الأول التي من خلالها يدخل الناشئ في مسارات الحياة ابتداء بالتنشئة الاجتماعية وانتهاء بالتكاتف والتآزر الاجتماعي. بل هي خلية المجتمع وصنيعته. المحور الأول القيم الأساسية: تعريف القيم : ❑ حسب أدبيات علم الاجتماع، القيم الاجتماعية هي الخصائص أو الصفات المرغوب فيها والتي تحددها الثقافة السائدة. وهي أداة اجتماعية للحفاظ على النظام الاجتماعي في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية. وهي التي توجه سلوك الأفراد وتعرف الفرق بين الصح والخطأ. وما هو كائن ومرغوب فيه أو غير مرغوب فيه . أي القواعد المعيارية للموروثات الأساسية. واحترام أولي الأمر، وتشمل القيم الاجتماعية العائلة، والاحترام للتنوع والتقاليد، والأعراف الأصيلة والأخلاقيات. ❑ هناك قيم عدة في محيط مجتمع الإمارات المعاصر، كما أن وسائل الاتصال المتعددة ك ّونت قيما متناقضة ومتصارعة مع توجهات المجتمع. يضع جاهزية المجتمع في مواقع متقدمة. . ويشكل الإسلام وحدة عقائدية تشمل الحياة بكل تفاصيلها، وتجسد العبادات بكل أبعادها الروحانية. فالقيم الإسلامية من التزام أخلاقي وسلوك معياري تتسم بالثبات الدائم طالما هنالك التزام قانوني، أما القيم النابعة من المورثات العربية فهي متغيرة وبقاؤها يعتمد على أهميتها ودرجة تداولها بشكل يومي. ودرجة تغير القيم مرتبطة بفعل الانتقال من مجتمع تقليدي محافظ إلى مجتمع منفتح متعدد الثقافات. ويحث الدين الإسلامي على قيم التلاحم والترابط بين الناس؛ هذا التلاحم يشكل قوة مجتمعية متظافرة بين أفراد الشعب الإماراتي. ولها أبعاد مجتمعية تمثل نقاط قوة للنظام الاجتماعي. لا تزال تتصف بدرجة عالية من الثبات! حيث إن المجتمع يزاول القيم الدينية والسلوك المرتبط بالعقيدة الإسلامية بشكل ثابت ومطلق. فهي قيم متغيرة؛ فالقيم الثقافية البديلة والمتغيرة تخضع لسنة التطور الزمني ومنظومة القيم الإماراتية تتغير من زمن إلى آخر وذلك بفعل التماس الثقافي الخارجي. ولكن رغم تواجد العديد من الجنسيات والديانات المختلفة، إلا إن مجتمع الإمارات لا يزال يحافظ على قيمه الدينية والأخلاقية. فهناك جهود مكثفة تبذلها الدولة للحفاظ على القيم والمعايير والعادات العربية والموروثات التقليدية. حيث يوجد تثاقف تلقائي بين المقومات المتوارثة والمعطيات المستحدثة؛ ومن خلال هذا الاندماج، يتشكل منظور القيم المستقبلية. وهذا المنظور لا يمكن تطويعه واستبعاد بعض القيم غير المرغوب فيها، بل هي عملية تثاقف شبه قسرية توجد قيم عالمية مختلفة في مجتمع الإمارات، وهي بطبيعتها غير متجانسة، ويرى Emile Durkheimو أن الجانب اللامادي يتغير ببطء، لا تتغير بشكل مطلق، بل يتم التحول في بعض مقوماتها بشكل تدريجي. فالتغير الاجتماعي المادي واللامادي الذي يحدث في مجتمع الإمارات، وهذا النوع من التغير أحدث نقلة في منظومة القيم والموروثات الأساسية وأصبح له شروطه الخاصة. وبالرغم من التغير الذي أصاب مجتمع الإمارات منذ فترة السبعينات، والأمر الإيجابي في حركة التغير هو أن الجانب اللامادي في مجتمع الإمارات الحديث لم يتغير بشكل مطلق، ورغم أن القيم التقليدية متأصلة في ذهنية الإنسان الإماراتي، إلا أن استمرارها يكمن في الأهمية التي سيوليها لها الناس في يجب إحداث معايير قيمية جديدة كي تتوازى مع توجه رؤية الإمارات القيم الثابتة لا تشكل أي تحد أما المتغيرة فقد تلعب دور المثبط إذا لم يتم احتواؤها. والسؤال المشروع هو أي نوع من التغير المراد إحداثه كي يستثمر المجتمع قيماً معينة تتماشى مع توجه خطة الدولة. ❑ فالتوجه المستهدف لدولة الإمارات هو المحافظة على منظومة القيم لمدة خمسين سنة قادمة وما بعدها. وللمحافظة على القيم في مجتمع متغير تحتاج لجهود متظافرة: بدءاً بالأسرة مرورا بالمجتمع وانتها ًء بأجهزة الدولة الرسمية وغير الرسمية، والتركيز يجب أن يكون على التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم. وجميع السياسات المفترض تفعيلها من جانب الجهات المعنية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات التي تستمد شرعيتها من رؤية الإمارات – 2021-2071 . ويثار حولها عدة تساؤلات : ❑ هل من المفترض أن تكون القيم خاضعة للرؤى التي يتبناها المجتمع؟ ❑ أم يجب أن تستمد شرعيتها من تاريخها وجذورها الدينية والثقافية؟ ❑ أو يجب أن تتماشى مع النهج القيمي العالمي؟ التسامح كقيمة تبادلية 3. علم الأنساب كموروث أساسي 4. القواعد الأساسية للقيم القبلية: يتسم مجتمع الإمارات بالأصالة، حيث تمتد جذوره في عمق التاريخ، ويرى الدكتور هشام شرابي بأن النظام الأبوي يمثل القاعدة الأساسية للقيم القبلية في المجتمعات العربية التقليدية، وفي معظم المجتمعات الأولية. وانتشر هذا النظام في المناطق الساحلية والريفية وفي المجتمعات الصحراوية المفطورة على إلا إن البيئة الأساسية الحاضنة له هي الجماعات المنغلقة والتي يطلق عليها (مجتمعات اللادولة ). وحافظ التكوين القبلي—السياسي على نظام الشورى كقيمة إسلامية مبنية على أسس ديموقراطية وهي ( حكم الشعب ) حيث إن جميع من ينوب عن أفراد القبيلة يشارك في صنع القرار. إلا أن معظم مهام هذا النظام بدأت تتقلص بعد ظهور البترول وتكوين الدولة ذات الأركان المتكاملة ( دولة المؤسسات والقانون). وتم تأسيس المجلس الوطني الاتحادي الذي يجمع بين قيم الشورى والديموقراطية الحديثة. ويميل علماء الاجتماع إلى أن النظام الأبوي تجلى في التنظيم الاجتماعي والقانوني والسياسي والديني والاقتصادي لمجموعة من الثقافات المختلفة. كما أن معظم المجتمعات المعاصرة في الوقت الحالي هي مجتمعات أبوية في الممارسة وتطبيق المعايير الاجتماعية والسلوكية التي تعتبر مناسبة لتشكيل المنظومة القيمية للأفراد. ويتم تقسيم العمل على أساس الفروق والقدرات بين النساء والرجال والكبار والصغار، ومن القيم الأساسية للنظام الأبوي في مجتمع الإمارات التقليدي هي قيمة العمل والإخلاص والتعاون والصبر وطاعة أولي الأمر والكرم والتضحية؛ ويمتاز النظام القبلي الأبوي بالعمل المشترك بين أفراده على جميع المستويات. ويتطور النظام اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا من أسرة ممتدة إلى نظام عشائري مرتبط بجد واحد، وبذلك تحفظ الأنساب بشكل تسلسلي. يتفكك النظام الأبوي، والنظام القبلي—الأبوي في مجتمع الإمارات لا يزال متماسكا فهو وهناك علاقة وثيقة بين النظام الأبوي وبين الأنساب، فالنظام الأبوي قائم على نسب العصب، الأنساب ويتفرق الناس وتذهب ريحهم. 2. علم الأنساب كموروث أساسي: تعتبر الأنساب من الموروثات الأساسية في مجتمع الإمارات وهذا الأمر لا يزال عين اليقين. وارتباط الأنساب بالنظام الأبوي يتمحور في التركيز على حفظ النسب كقيمة وجودية؛ ويشكل النسب مصدر فخر وردع في وحث على تعلم الأنساب ورصدها وتوثيقها. وأصبحت معرفة الأنساب ضرورة دينية إسلامية، كما ارتبطت الأنساب ببعض من قبائل قريش، واستعان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ببعض منها لنشر مبادئ الإسلام، وذلك لما لها من حظوة ومكانة اجتماعية. وفي عصور الخلافات الإسلامية المتتالية بحث الإسلام في التحالفات القبلية وأعطاها مكانتها الاجتماعية وأشتغل المسلمون على هذه القاعدة من الجانب وكأن أبن خلدون يشير إلى أن المحافظة على العصب تعني المحافظة على النسب! فكيف يحدث ذلك؟ كما هو معروف عند العرب الأوائل وكذلك في العهود الإسلامية، يبقى النسب العربي هو العصب الأول. الأندلس على أنسابهم وإن اختلطت دماؤهم مع الغير من جهة البطون. كما أن عرب الجزيرة الذين سكنوا المدن، إذن المحافظة وتشير أبجديات علم الاجتماع بأن النظام العشائري القبلي هو القاعدة الأساسية لحفظ الأنساب. حيث إن نسب الأب لا يتغير وإنما تكون هذه العلاقة شبه الاندماجية وسيلة للتعاضد. فقبائل الصحراء تشد من أزر بعضها بعضا، لذا عادة ما تتشكل أحلافا قبلية شبه اندماجية مع مراعاة حفظ الأنساب. هذه هي رموز الصحراء. يشكل حلقة اجتماعية مغلقة مرتبطة بنسب أبوي متكامل الأركان. 3. التسامح كقيمة تبادلية: التسامح والتعددية يعتبران من الأسس الموجبة للتلاحم المجتمعي الفعال، وقد سبق ابن خلدون غيره من علماء الأنساب في الربط بين التلاحم المجتمعي وتقبل التعددية، وأوضح ذلك من خلال دراسته للمجتمعات المتحولة. ويتصف مجتمع الإمارات بالتسامح والتقبل ولديه القدرة على استيعاب الآخر والتعايش معه، حيث يعيش على أرض الدولة أكثر من 200 جنسية يربطها ميثاق التسامح الذي أسسته الدولة وتفردت به دون غيرها. مثل هوميروس وآرسطو ، واستنادا إلى التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في عصرهم، ومن هذا المنطلق من الممكن أن يتساءل المرء، أليست هذه أبرز خصائص التسامح التي تكمن في مجتمع الإمارات؟ فكان لابد من إيجاد صيغة تعاقدية ضمنية بين مواطني الدولة والمقيمين فيها تحفظ أمن الدولة وتشيع التسامح بين السكان. عام 2019 عاما للتسامح في دولة الإمارات. وذلك بهدف إبراز دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح. تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على هذه القيم لدى الأجيال الجديدة. 5. وعندما أسست الدولة فكر التسامح كانت ترمي إلى السلام وهو الهدف الأساسي، أما مبدأ التقبل وإتاحة الفرص للآخر فهو الأسلوب. والتسامح الذي تبنته الدولة بشكل واسع هو القاعدة الأساسية للسلام العالمي وهو بوابة الانفتاح على الأخر والتقبل وتفهم الاختلاف. هذه الإجراءات هي أسمى قيم التسامح التي تستخدمها دولة الإمارات في عصر العولمة. وفتحت الدولة أبوابها لإمكانية التنمية الاقتصادية مع حفظ القيم الاجتماعية الخاصة التي من خلالها يتم التفاعل مع الآخر. المحور الثالث: يركز على التكوين الاجتماعي 1. العدالة الاجتماعية 2. التكافل الاجتماعي والشعور الجمعي 3. 1. العدالة الاجتماعية: العدالة الاجتماعية مبدأ إسلامي وشرط أساسي لضمان حقوق الإنسان. الإسلام دين السلام الذي يؤكد على المساواة أمام القانون ويعزز فكرة الأخوة العالمية لإقامة مجتمع سلمي. تنتشر مبادئ العدالة الاجتماعية في المجتمعات ذات التنظيم الأولي التعاوني والذي يرتبط بالنظام الأبوي وتقسيم العمل . فحياة الشظف التي تعيشها المجتمعات المترحلة تفرض عليها حياة معيشية ليس فيها طبقات اجتماعية. وفي ظروف كهذه تعتبر العدالة ضربا من المساواة بين جميع الأفراد دون تمييز. والعدالة هي الإنصاف لجميع الناس. فمسألة الترحال فرضت على سكان الصحراء خلق نظام متكاتف لا يسمح بالاستغلال، حيث إن البيئة الاجتماعية لم تسمح لهم بذلك. وهي العدالة القبلية الأبوية التي كانت سائدة بين الجماعات البدوية أثناء ترحالهم في المناطق الصحراوية. ويمكن أن تشمل السياسة الاجتماعية، والبنود التي تتبناها دولة الإمارات لتحقق العدالة للجميع هي تنفيذ المشاريع الخارجية التي لها تأثير على مجتمعات معينة وتحقيق حياة أفضل للجميع. والمثال وهناك ثلاث قضايا رئيسية تتعلق بالعدالة الاجتماعية تشمل التحسين والعدالة البيئية والمشاركة المجتمعية والتمكين. نجد أن دولة الإمارات تطبق العدالة البيئية والدليل على ذلك Cop28 والمشاركة المجتمعية في دولة الإمارات مطبقة بشكل واسع النطاق وفي جميع المجالات. أما التمكين، فتعتبر دولة الإمارات من أوائل الدول التي طبقت التمكين بجميع درجاته. والمثال على ذلك تمكين المرأة الإماراتية التي وصلت إلى درجة المساواة في المجلس الوطني الاتحادي وتحتل 50 % من مقاعد المجلس الأربعين. والهدف من العدالة الاجتماعية هو بأن تخصص الموارد والفرص اللازمة لكل شخص وذلك للوصول إلى نتيجة متساوية. مصطلح المساواة إلى تكافؤ الفرص وتقسيم الموارد، مما يجعل الجميع على نفس المستوى. فالنظام القبلي الأبوي قد تأسس على التعاون والتآزر. التكافل (إميل دوركايم). وهي المجتمعات الصناعية، سواء كان مجتمعا آليا أو عضويا. • ومن خلال السمات الديموغرافية (السكانية)، ونوع المعايير المعمول بها، وكثافة ومضمون الضمير الجماعي. وهذا ينطبق على مجتمع الإمارات التقليدي والذي امتد إلى الزمن المعاصر. ويعتمد وهنا يظهر التضامن الميكانيكي الذي يأتي من التماسك والتكامل الديني وتجانس أفراد القبيلة، حيث يسود الشعور الجمعي من خلال رابطة الدم. وتعتبر الفزعة والشوفة والدخلة من أهم قيم التكافل الاجتماعي المتوارثة في مجتمع الإمارات التقليدي. ويقوم أبناء المجتمع بالتضامن مع الحاكم في حالات الحروب والمناسبات الاجتماعية والدينية المختلفة، فمثلا اذا تعرضت قبيلة أو إلى اعتداء مفاجئ، ونجد أن أبناء القبيلة والأسرة يقدمون المساعدة المادية أوالمعنوية. • ب. الشعور الجمعي • الشعور الجمعي هو منظومة من المعتقدات والمشاعر المشتركة لدى أفراد المجتمع الواحد والتي تشكل نظاما اجتماعيا له خاصية معينة. ويتشكل الضمير الجمعي من خلال وحدة العقيدة أو الأيديولوجية المترسخة في ضمير الأفراد والجماعات. وتكون المعتقدات الاجتماعية نسقا خاصا بين أعضاء المجتمع الواحد، فهو يستمر عبر الأزمنة ويعمل على توحيد الأجيال من خلال القيم الأساسية التي تقرها منظومة الأخلاق. • ويعتبر الشعور الجمعي خاصية مجتمعية، حيث إن الأحاسيس المشتركة بين أفراد الشعب الواحد تعزز التلاحم الوطني بكل أبعاده. 3. الثابت والمتحول في المعايير الاجتماعية: أ. المعايير الاجتماعية يمكن التفريق ما بين المعايير الاجتماعية والاعراف الاجتماعية على هذا النحو: يحدد السلوك القويم الناتج عن منظومة القيم المقبولة والمعترف بها من قبل المجتمع ويحدد لها معيار ضبطي للخارجين عليها. • الأعراف الاجتماعية الأعراف الاجتماعية هي عبارة عن تفاهمات غير رسمية تحكم سلوك الأفراد المقبول والمجاز من قبل المجتمع ويمكن تدوينها في قواعد وقوانين. وتعتبر التأثيرات المعيارية الاجتماعية أو الأعراف الاجتماعية محركات قوية للتغيرات السلوكية البشرية وهي منظمة بشكل جيد ومدمجة في النظريات الرئيسية التي تشرح السلوك • المحور الرابع: تحديات تواجه القيم الوطنية: 1. العولمة 2. العولمة: العولمة Globalization • هي عبارة تصف النظام العالمي الذي يجمع الشعوب والبلدان في بوتقة واحدة دون تخصيص. • والعولمة هي إستراتيجية منظمة مبنية على أيديولوجية اقتصادية رأسمالية . لكن المصطلح أنتشر بشكل واسع بعد الحرب الباردة في أوائل التسعينيات، ىحيث شكلت هذه الإستراتيجية مسارات اقتصادية جديدة. • دخلت دولة الإمارات في مجالات العولمة منذ تصدير النفط في فترة الستينات من القرن الماضي . • حيث أن الدولة انفتحت بشكل واسع على العالم خاصة فيما يتعلق باقتصاد السوق الذي يرتبط بمؤشرات الأسعار المتعلقة بالعرض والطلب. حيث إن الدولة تعتمد على إنتاج البترول والاستثمارات الخارجية وتتأثر بالعوامل الخارجية بقدر انفتاحها على الاقتصاد العالمي. • والانفتاح الاقتصادي قاد المجتمع إلى انفتاح ثقافي اجتماعي وقاد المجتمع إلى الدخول في دائرة الاستهلاك وما يحمله من قيم سلوكية وعادات مكتسبة. • وأصبح للعولمة الاقتصادية تحديات ثقافية، حيث أن مجتمع الإمارات متأثر بالمعطيات العالمية. وهذا أمر طبيعي. فالمتفحص للوجه الحضاري لمجتمع الإمارات الحديث، يجده يحمل سمات الماضي الأصيلة. 2. التحديات التي تواجه اللغة العربية: • اللغة هي قيمة اجتماعية وإخلاقية وهوية وخصوصية متفردة، سواء بشكل منطوق أو مكتوب، تمثل موسوعة قيم متكاملة. الأخلاق والقيم والمعايير؛ وبواسطة اللغة يعرف الإنسان بحضارته وبإنجازاته وتاريخه وتراثه. • ولكي يتحقق التكامل في منظومة القيم، • فمن خلال التعليم يستوعب النشء القواعد القيمية والتربوية والأخلاقية، بل ويتعزز دور اللغة الأساسي في تشكيل وتعديل الاتجاهات. وهي جزء من نظام اجتماعي سياسي متكامل له سلطة تنفيذية. 3. وسائل التواصل الاجتماعي: • على مدى التاريخ وفي جميع ثقافات العالم، تحدد القيم الاجتماعية الأصيلة لنفسها مسارات متداخلة ومتشابكة ضمن قنوات تواصل تقليدية أخذت شرعيتها من المجتمع. وغالبا ما تكون هذه الوسائل مرتبطة بمنظومة القيم الاجتماعية ومتصلة اتصالا مباشرا بالمكون الثقافي العام. إلا إن الوسائل التقليدية قد تبدلت وحلت محلها وسائل تواصل اجتماعية متعددة. استطاعت وسائل الاتصال الإماراتية الحديثة أن تعزز القيم المحلية وأسست منصات إعلامية واجتماعية تحافظ على العادات والتقاليد والموروثات الأساسية. كما أن هناك فوائد لهذه الوسائل فهي تتيح التواصل بين أفراد المجتمع وكذلك زيادة فرص المعرفة وزيادة الوعي والتعلم والتعليم. ويمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا قيما للأخبار والمعلومات والقضايا الاجتماعية والقدرة على مشاركة فعالة واسعة وعرض الإبداع والمواهب. وهذه المكونات الأخلاقية الآتية من جميع أنحاء العالم يجب أن تحكمها شروط اجتماعية متسقة مع معطيات الحاضر وتحديات المستقبل. هو الاستثمار الحقيقي في رأس المال البشري الذي سيحمل معطيات الماضي بالتوازي مع الحاضر، فالقيم الإماراتية النابعة من الدين الإسلامي فالمواطن الإماراتي لا يعيش بمعزل عن المقيم الوافد إلى البلد بكل زخمه الإنساني والديني والقيمي. لذا،