جاء الإسلام بالرسالة المحمدية التي انعم الله بها علينا كمسلمين خاصة وللبشر عامة فهي صالحة لكل زمان ومكان فهي ليست من وضع البشر بل المشرع فيها الله عزوجل جاءت موافقة للفطرة واتساقا مع العقل والمنطق شاملة كاملة متكاملة في كل مجالات الحياة من نظافة وطهارة وصدق وعدل ورحمه ومطابقة القول للفعل ومطابقة القول والفعل للنية فلن نجد غير الشرائع كأخلاق الإسلام فليس هناك مخادعه او كذب فالقاعدة لكل المعاملات في الدين الإسلامي هي الاخلاق بكل ما تحمله من معاني سامية تكفل للفرد والمجتمع العيش بسلام وطمأنينة كيف لا ! وهي تنظم المعاملات فيما بين الافراد وحارسها هو الضمير والخوف من الله والاقتداء بسنة خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ومن أهميه الاخلاق في بناء شخصية الفرد خاصة والمجتمع عامة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا به ( اللهم اهدني لأحسن الاخلاق لا يهدي لأحسنها الا انت واصرف عني سيئتها لا يصرف عني سيئتها الا انت ) فالمعاملات التي تقتضي تداول الأموال والسلع بينن الناس لا يشترط ان يكون التعامل الصدق والأمانة بين المسلمين فلا فرق بين جنس واخر او لون واخر والديانة او مذهب فالوفاء بالعهد والصدق في المبايع والشراء يقتضي ان يكون بعهد الله وميثاقه وكما اوصانا رسولنا الكريم بالأمانة وعدم الغش ولنا في رسول الله اسوة حسنة في تعامله مع اليهود وفي تبايع الصحابة مع النصارى فلايغشوهم او يخدعوهم فإنه لا بد لسلامة هذا المجتمع من خلقي الثقة والأمانة على أقل التقدير. ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار ثم إلى الدمار. فبين القوى المعنوية والأخلاق تناسب طردي دائما صاعدين وهابطين. وروعة الأخلاق التي أرشد إليها الإسلام تظهر فيما اشتملت عليه من التوفيق العجيب بين المطالب المختلفة للفرد من جهة، وتظهر فيما تحققه من وحدات السعادة الجزئية في ظروف الحياة الدنيا بقدر ما تسمح به سنن الكون الدائمة الثابتة التي تشمل جميع العاملين،