فكانت كل منها ذات حظ موفور من النظام المدني، ولا كان منتشرا في كل مكان على نسبة واحدة، بل كان ينبعث من مراكز معينة ويتوثق على صعيد متفاوت و كان بعض هذه المراكز دينيا مذهبيا ، وآثر البعض الآخر الإمعان في التامل الروحي . ولقد اجتاح العرب هذه البلدان وأخضعوها لحكمهم، ورواية الحديث وتدوين قواعد اللغة وكتابة السير وتطبيق الاحكام الشرعية، وأن يغضوا عن العلوم العقلية التي كانت هذه البلدان تزخر بها. الأمة فيريا على أن الحاجة لم تلبث أن دعت إلى الأخذ بتلك العلوم المتصلة بشؤون المجتمع الصالا مباشرا مثل الطب والحساب والنجوم ، عندما استتب الأمر لبني العباس وقيضوا على أزمة الحكم بيد من كان ينظر . وعملوا على إصلاحها وترقيتها ، ثم تولوا علوم الاعاجم عناية خاصة وعملوا على نقلها وتعميمها. المنصور نفسه شديد الرغبة في علم النجوم فتنقل في عهده عن الهادي ال المعروف به : السند هندو في الفلك ورسائل أخرى في الحساب حملت إن المياة الأرقام الهندية، وبلغت هذه الحركة الوجه خلافة المأمون إذ كان المأمون عالما بارزا وكان شديد الرغبة في الفلسفة عظيم القدوة اليونان فوقف جهوده العلمية على الترجمة، وعمل على توسيع نطاقها وتعظيم من الراية فيني لهذا الغرض دارًا خاصة مسماها بـ : (بيت الحكمة ، وقد استقدم إلى بيت الحكمة أبرع المترجمين ولكن المناورة العالم الإسلامي فضلا عن بغداد مراكز أخرى للدرس والنقل منها مدينة ( مريقي أبي العالي فارس وقاعدة ( جنديسابور» في غربها فعليت على الأولى العناية بالرياضيات والم وانقطعت الثانية إلى الاهتمام بشؤون الطلب . تولى أمرها في أوج شهرتها و ثابت بن قرة ، وابته واستان بن ثابت ، رواد انا اليه العلم نقل كثير من الكتب اليونانية في الفلك والطب والفلسفة إلى العربية مؤسسات علمية خاصة غرَضُها الرئيسي العناية بشؤون التعليم، إذ كانت ميشو ا ال في المدن الكبرى، بين عامة مفتوحة للجمهور وخاصة متاحة لفئات معينة ومن أشهر الاكل مكتبة بيت الحكمة في بغداد ومكتبة الحكم الثاني في قرطية ومكتبة دار العلم في القاهرة ماضي فلك أن فضل الأمام ال التقدم ينبغي أن يُقاس بما أضافته إلى ما سيل،