إ َّن الباحث في العلوم التجريبية يبدأ دراسته من مالحظة الظواهر، ثم يتجه إلى تحليل وما يوجهه كمشکالت ، ثم يعمل على وضع تعليالت مؤقتة )افتراض( لها، يسير إلى التجربة للتحقق من الحادثة المدروسة ، والتأكد منها ، قصد الوصول إلى تفسير لها وصياغتها في شكل قانون عام يعبر عن الحادثة ويفسرها، فالقانون هو محصلة العلم و نتيجة دراسته ، لكن هذه النتائج التجريبية وحقائقها ليست يقينية ، بل تبقی نسبية تقريبية فقط ، وتتأسس هذه األطروحة على مجموعة مسلمات : فالنتائج التجريبية تعب ر عن عالقات متشعبة من المستحيل على الباحث التجريبي أن يحيط بها مما يفقدها دقة النتائج وتصير النتائج بمجرد احتماالت ترجيحية. هذا يؤكد أصحاب هذا الموقف أن منطلقات الدراسة االستقرائية غير المؤكدة، وغير المعللة علميا، وال سند تحريي لها ، هو الذي يبرر نسبية النتائج، على الكل. يقول " كلود برنار": " يجب أن نكون حقيقة مقتنعين بأننا ال نمتلك العالقات الضرورية الموجودة بين األشياء،