وهذه الدوافع المختلفة لا يمكن أن تجتمع من أجلها جموع متجانسة يستطاع إخضاعها لنظام عسكري. وقد بلغ من أمر هذا الخليط أن النساء والأطفال أصروا في كثير من الحالات على الانضمام إلى صفوف المحاربين ليقوم النساء بخدمة أزواجهن، ولعلهم كانوا على حق في هذا الإصرار لأن العاهرات سرعان ما تطوعن لخدمة المحاربين. وكان البابا أوربان الثاني قد حدد لبدء الرحيل شهر أغسطس من عام 1096م، ولكن الفلاحين القلقين الذين كانوا أوائل المتطوعين لم يستطيعوا الانتظار إلى هذا الموعد، وكان على رأس هؤلاء الدعاة راهب يدعى بطرس الناسك Peter the Hermit وهو رجل طاعناً في السن حاول أن يقوم بالحج إلى بيت المقدس ولكنه تعرض في الطريق للأذى من قبل الأتراك السلاجقة فأرغموه على العودة دون أن يؤدي الحج، مما ترك أثراً في نفسه ويبدو أن حماسة بطرس الناسك وفصاحته وهيئته الغريبة - بثيابه المهلهلة وقدميه العارتين وحماره الأعرج، جعلت منه شخصية ذات تأثير خطير على جماهير العامة والدهماء في غرب أوروبا،