شهدت الحروب الصليبية (1059-1291م) اختلاطاً بين الأوروبيين وسكان الشرق الإسلامي، مما أدى إلى انتقال التراث العربي إلى أوروبا. تأثر الصليبيون بالحضارة الإسلامية اجتماعياً واقتصادياً، وقاموا بترجمة مؤلفات إسلامية، خاصة في الطب، ونقلوا الخرائط العربية. كما ازدهرت الحضارة الإسلامية في الأندلس، مؤثرةً بشكل كبير على أوروبا بسبب قربها الجغرافي. شهدت هذه الفترة وفوداً علمية أوروبية إلى الأندلس، وترجمة العديد من المصنفات العربية في الطب، الرياضيات، والفلك، وتعاقد ملوك أوروبا مع علماء مسلمين. وبعد سقوط الأندلس، انتقلت المكتبات العربية إلى أيدي الأوروبيين، متأثرين بفلسفة ابن رشد. وكانت صقلية ملتقى للحضارات، برز فيها بلاط الملك روجر الثاني كمركز علمي ضم علماء مسلمين أمثال الإدريسي. كما برز مترجمون أوروبيون كجيرارد الكريموني وقسطنطين الأفريقي، اللذان ترجما العديد من المؤلفات العربية، خاصة في مجال الطب.