إعادة إنتاج العناصر الشعبية المادية صناعة الأثاث وعمليات ترميم الآثار يمكن أن تلمس نفس معالم الصورة عندما تتناول عمليات إعادة إنتاج مكونات الأثاث التقليدي. ونحن نفرد فقرة خاصة لموضوع الأثاث تقديراً لإسهام أسعد نديم الفذ في تطوير فنون المشغولات الخشبية التقليدية وتحويلها إلى رمز من رموز الانتماء للتراث. ليس على المستوى المصرى وحده، وإنما على المستوى العربي كله. هذا فضلاً عن عمليات ترميم بعض المعالم المعمارية التقليدية. وأول ما تلفت النظر إليه في هذه النقطة انقطاع العلاقة المباشرة الحميمة (علاقة الوجه الموجه بين المنتج والمستهلك، والطبلية، وغيرها، بانت تخضع لقواعد الإنتاج الكبير الذي يقوم على قدر من توحيد أو تركيز - المواصفات أو الطرز والأشكال الفردية لكل قطعة، واختزال تلك الطرز واستخداماتهم، وقدراتهم الشرائية، وغير ذلك. وفيها لا يتم الإنتاج حسب الطلب، وإنما يسبق الإنتاج الطلب، وأحيانا ولكن هذه قضية أخرى على أية حال. والحتم هنا بسبب طبيعة وآليات السوق الرأسمالي، يتعين أن يتغير ويتبدل، سواء من تلقاء نفسه أو بفعل أخصائي الدعاية والإعلان أو بواسطة المنتجين أنفسهم، وهنا تظهر الموضة، التي تعد إحياء للطلب بل هي تخلق الطلب خلقاً، حيث يسعى المستهلكون إلى السلع وفق الموضة، وهذه سمة من سمات جماهيرية الاستهلاك التي لم يكن لها وجود بارز حينما كانت السلعة تنفذ وفقا لرغبة العميل، وبمراعاة ظروفه خاصة قدراته واحتياجاته. وشهد عالم إنتاج الأثاث موجات هائلة من التغريب، وأصبح التأثير الأجنبي مباشرا ومحسوساً لا تخطئه العين ولو استمر بنفس هذا الاندفاع، فقد يقضى على عناصر شعبية وتقليدية متوارثة، ولكنها واسعة الانتشار نسبيا تحاول أن تتصدى للتغريب والإغراب الناجم عن استيراد هذه العناصر الثقافية المادية. فتتخذ شكل الموضة التراثية - إن جاز التعبير - أي اللجوء إلى أشكال وطرز شعبية لبعض قطع الأثاث، وتقديمها إلى الناس كموضة (مثلاً : كراسي سعف النخيل التقليدية والشلت والأحرمة، والسجاجيد والمراجين. الخ). أو المكونات في تصنيع قطع تراث حديثة، ذات روح مصرية أى ذات نكهة شعبية. وقد بلغ هذا الاتجاه ذروة تطوره في الجهود الفولكلورية العلمية التي نجح فيها أسعد نديم في إحياء بعض أساليب وعمليات إنتاج الأثاث التقليدية في صنع بعض قطع الأثاث. أو أثاث غرف بأكملها،