إنّ كلّ فكرة إصلاحيةٍ لا تتخّذ شكلًا سياسيًّا في العادة لا يمكن لها أن تعيش طويلًا، إذ إنّ كلّ مفهوم أو فكرة أو طرح لا يكون بين يديه قوّة سياسيّة تنفيذيّة وإجرائيّة تفعّل حقيقة الإصلاح، طرح الإمام الخمينيّ قدس سره قضيّة ولاية الفقيه على أنّها منهجٌ إلهيٌّ يجمعُ بين المفاهيم والرُّؤى الاعتقاديّة الأصيلة كبُنيةٍ نظريّةٍ، وبين انتخاب أفضل المناهج العمليّة والإجرائيّة كبُنيةٍ فعليَّةٍ لتحقيق ذلك البناء النَّظريّ، وكانت المقدّمة اللّازمة لهذا العمل إزالة النّظام الملكيّ الّذي كان في الوقت عينِه فاسدًا وتابعًا ودكتاتوريًّا! لقد كان للنّظام الملكيّ هذه الصّفات الثّلاث: لقد كان مبتلياً بأنواع الفساد الأخلاقيّ والمادّيّ وغير ذلك، ومن هنا نفهم أنّ طرح الإمام الخمينيّ قدس سره من أجل قيام حركة ونهضة إصلاحيّة كبرى، وتوطِئة الطّريق من أجلِ قيامِ دولة وحُكم يمثّل أفضل ما قدّمَته البشريّة على مستوى الطّرح السّياسيّ،