وكان الأتراك في شغل شاغل بغزو الدول القوية إلى حد أنهم لم يجدوا فسحة من الوقت للفنون الدقيقة التي كان الإسلام حتى الآن قد اشتهر وتميز بها.  وقد أنتج الأتراك منمنمات تميزت ببساطة التصميم وسعة التفكير في الأسلوب.  برسوم أكثر انطلاقاً وجرأة ورشاقة من رسوم العصور البيزنطية.  واستقدم السلاطين فنانين من الغرب والشرق- جنتيل باليني من البندقية،  فقد استخدموها إلى درجة تبهر الأبصار،  فقد ترك البروكار (المقصبات) والقطيفة- بما فيهما من رسوم الأزهار في اللونين القرمزي والذهبي- التي أخرجتها هذه المدن،  وكان السجاد التركي يعوزه البريق الشاعري الذي تميز به السجاد الفارسي،  وقد أغرى كلبير ملكيه لويس الرابع عشر بأن يأمر النساجين الفرنسيين بتقليد بعض قطع السجاد في القصر السلطاني في تركيا.  فإن مساجد الآستانة اقتسمت مع الله غنائم العثمانيين في انتصاراتهم،  عن التقوى والزهو وعن تصميم السلاطين على إرهاب شعبهم بالفن قدر إرهابه بالأسلحة.  ونافس سليمان جده محمد الفاتح في تشييد سبعة مساجد تتفق مع جلاله وعظمته،  تلك التي ارتفعت مقصورات الآذان الثلاث فيها إلى ارتفاع رهيب،  أما الداخل فكان كنزاً مربكاً من الزخرفة: نقوش ذهبية على الرخام أو الخزف وأعمدة من الحجر السماقي،  والمنبر المحفور وكأنه وقف على مدى الحياة.  إن الذي وضع تصميم هذا المسجد وسبعين مسجداً أخرى ألباني اسمه سنان،  وقيل إنه عاش إلى سن العاشرة بعد المائة.