قادماً إليها بسيارته عن طريق القدس، أحس أن شيئاً ما ربط لسانه، وشعر بالأسى يتسلقه من الداخل. وللحظة واحدة راودته فكرة أن يرجع، ودون أن ينظر إليها كان يعرف أنها آخذة بالبكاء الصامت، وفجأة جاء صوت البحر، كما يتساقط جدار من الحجارة ويتراكم بعضه فوق بعض. لقد جاءت الأمور والأحداث فجأة، وقال لنفسه إن صفية، زوجته تحس الشيء ذاته، منذ أن غادر رام الله في الصباح لم يكف عن الكلام، كانت الحقول تتسرب تحت نظره عبر زجاج سيارته، فقد أحس بجبهته تلتهب تماماً كما كان الأسفلت يشتعل تحت عجلات سيارته،