المقدمه : أبرز المنهج العلمي الحديث الذي تاسس على يد فرنسيس بيكون المفاهيم والتصّورات التي تقوم عليها فلسفة العلم، نظًرا لما يتميّز به من مبادئ منطقية وقواعد ثابتة منظمة، فبفضله أثبت العلم قدرته على التنبّؤ والتفسير والتحّكم في الظواهر، كونه الإطار الذي تنتظم وفقه المعارف، والأداة التي تمّكن العلماء من إكتشاف نظريّات جديدة، وإّن تصّور الفلاسفة للعلم يقوم على ضرورة حديد منهج للبحث في الممارسة العلميّة، فلا وجود لعلم بدون منهج ولا معرفة بدون أداة، ولقد حظي سؤال المنهج على مكانة هامة في الحورات الفلسفية خاصة في الخطاب العلمي، إذ شهدت إبستيمولوجيا العلم ممارسات متنّوعة حول إيجاد المنهج المناسب للكشف عن الحقائق العلميّة، باعتباره وسيلة المعرفة والطريقة التي يتّم من خلالها البحث عن حقائق مجهولة، ولذلك يتّفق فلاسفة العلم على وجود منهج يقوم عليه العلم، ولكنّهم في مقابل ذلك يختلفون في طبيعة ونوع هذا المنهج، فكّل فيلسوف يراه من زاوية فلسفيّة معيّنة.وبدأت بوادر العمل المنهجي بظهور الفلسفة الحديثة مع فرنسيس بيكون )1626 .1561( الذي عمل على تقويض كل التّصورات والمناهج التي قامت عليها الفلسفات السابقة، خاّصة فلسفة أرسطو وما أشاد به في منطقه، وهذا ما نجده في كتاباته خاّصة مؤلّفه"الأورغانون الجديد" الذي يمثل الآلة الجديدة للعلم، مشيًرا بذلك أّن المعرفة يجب أن تخضع للمنهج الاستقرائي التجريبي القائم على الملاحظة والتجربة العلميّة.ظل الاهتمام بالاستقراء مع النزعة التجريبيّة في الفلسفة الحديثة محوًرا هاًما، إلى أن طغت به حتى إلى الفلسفة المعاصرة، حيث عرف المنهج في هذه الفترة تحّولات على إبستيمولوجيا العلم، ومقتضيات الفكر بصفة عاّمة، فما طرحه هيوم حول مشكلة الاستقراء يمثّل لحظة تحّول حاسمة في تاريخ الفلسفة التجريبيّة. وقد اقتضت طبيعه البحث تقسيمه إلى فصلين : الفصل الاول :يتناول حياة فرنسيس بيكون مسلطاً الضوء على أبرز المحطات التي شّكلت شخصيته ومسيرته الفكرية،كما تناولت في هذا الفصل مؤلفاته التي شكلت حجر الأساس لفلسفته ،أما من حيث فلسفته فقد ركز بيكون على ضرورة التخلص من الأفكار المسبقة ودعا إلى اعتماد منهج علمي قائم على الملاحظة والتجربة للوصول إلى الحقيقة.الفصل الثاني :في هذا الفصل تناولت مفهوم المنهج من حيث اللغه والاصطلاح ، بالإضافة إلى استعراض انواع المناهج المختلفة مع التركيز على المنهج العلمي عند فرنسيس بيكون الذي يعد من أبرز المساهمين في تطويره.