يعتبر كتاب كليلة ودمنة من أنجح الكتب الأدبية والفكرية التي لاقت رواجاً كبيراً عالمياً، الكتاب كتبه باللغة العربية الأديب البليغ عبدالله بن المقفع في العصر العباسي، وينقسم الدارسون في نسبة الكتاب، فمنهم من يرى أن ابن المقفع ترجم الكتاب فقط من اللغة الهندية إلى اللغة العربية، وهناك من يقول إن ابن المقفع هو من وضع الكتاب أصلاً وهو الذي ألفه، ولكنه نظراً لخوفه على نفسه ادعى أنه كتاب هندي أصلا وأنه هو إنما ترجمه، وعلى كل حال فالكتاب سواء كان من خيال ابن المقفع أو كان من ترجمته فقط فهو كتاب آية في السرد وحسن المقصد وجمال الكناية ووضوح المغزى والغاية، يحتوي الكتاب أمثالاً وأحاديث وقصصاً وضعها علماء الهند على حسب القول الأول على ألسنة الحيوانات والطيور بأسلوب شيق وبسيط، مع مستوى عال من الفلسفة الاجتماعية والثقافية بشكل عام،