والفاطمية من أجل مصالحه السياسية الشخصية الضيقة، ومن المتصور أن مسلك شاور عمق في ذهن صلاح الدين الأيوبي خلال تلك المرحلة المبكرة خطورة أعوان الصليبيين ودورهم في إنتكاسة المسلمين، ولذلك لم تأخذه شفقه في مستقبل أيامه بأمثال أولئك المتآمرين. تقدم أسد الدين شيركوه إلى الصعيد في عام ١١٦٧م، وعند المنيا التقت قواته بالجيش الصليبي، ووقعت معركة البابين، ولحقت الهزيمة بالصليبيين، وفيها أبلى صلاح الدين الأيوبي بلاء حسنا، وكثر القتلى والجرحى في صفوف الأعداء، ثم تقدم شيركره ومعه صلاح الدين الأيوبي صوب الفيوم، ومنها إلى الإسكندرية للاستيلاء عليها بهدف السيطرة على أكبر مركز بحری تجاری فاطمى على ساحل البحر المتوسط و من أجل المساومة السياسية . وبالفعل أمكن إخضاعها وجعل شير كره ابن أخيه صلاح الدين يقيم بها، واتجه صوب الصعيد من أجل جبابة خراجه، وقد اغتنم الصليبيون فرصة خروج معظم الجيش معه وتقدموا صوب الأسكندرية، وفرضوا عليها الحصار حتى قلت الأقوات، حينئذ جرت الاتصالات الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق،