و الغبار بقتلها و تتراوح حجم حبه الرمل بحسب الحشرة فبعضها صغير و يدخل عيونها و بعضها يدخل أنوفها و بعضها في جوفها و بعضها في آذانها و تميتها و يبدو أن ابن خلدون لاحظ أنه حينما ننتقل من فصل الشتاء إلى الصيف فإن كثيراً من الحشرات تموت ، ولاحظ أيضاً أن في هذه الفترة الانتقالية يثور الغبار ، فربط تزامن موت الحشرات مع تطاير الغبار في الأجواء ظناً منه أن الغبار هو السبب في قتل الحشرات ، بل ذهب لأبعد من ذلك ، حيث يدخل الغبار من الأنف و العين و الأذن فيؤذيها ليقتلها . و لو كانت تتوفر لديه الأدوات للقيام بتجارب علمية لغير هذا الزعم ، و لكنه اكتفى بالملاحظة العامة ( لقد لاحظت أن هذه الكلمة لابن خلدون منتشرة على الشبكة المعلوماتية أو الإنترنت ، كثيرون يعتقدون أنها صحيحة بلا أدنى على صحتها ، لذلك فالعلماء حينما يقيمون التجارب فهم يحاولون التحقق بين هذه العلاقات تحققاً قاطعاً ، بحيث إذا عرف السبب يمكن الاستفادة من العلاقة استفادة صحيحة ، و من خلال معرفة العلاقة معرفة صحيحة يمكنهم وضع مصنوعة من الغبار في الأسواق ، فلا داعي لأن نرش مواد كيميائية سامة في الأجواء لنستنشق سمومها ، جرة واحدة من المكنسة الكهربائية و انتهى الموضوع ، إذن التجربة العلمية التي تؤكد حقيقة الادعاء أو الفرضية لا تتوقف عند حد الإثبات إنما تتحول إلى منتجات يستفاد منها في نهاية الأمر . مثال آخر على المغالطة ، و هو كالتالي : لنفترض أننا راقبنا الناس حين يذهبون للسباحة في البحر ، فاكتشفنا أن هناك علاقة تبين أن نسبة تناول الآيس كريم ، فحينما يقل مستوى تناول الآيس كريم .