هدفت هذه الدراسة إلى دراسة معايير الجودة وتقييم الأداء الوظيفي في عهد الخلافة الراشدين . وقد تم اختيار هذا العصر لأنه قريب من عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وحاولوا تقليد هذا العصر وتطبيق ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ العمال والحكام الذين عينهم النهج المتبع. من خلال هذه الدراسة نفهم المعنى العام للجودة ومن ثم فهم معناها من المنظور الإسلامي وكيف أن ديننا الإسلامي بكل تعاليمه يتضمن الجودة باعتبارها النظرة الشاملة لجودة الحياة في كافة أشكال المجتمع الاقتصادية والعلمية والاجتماعية. وقد وضع الخليفة الراشد عدة معايير صارمة في تعيين العمال، بما في ذلك الإشراف الذي بدأوه بأنفسهم. ونجد أن أبو بكر رضي الله عنه عندما كان خليفة، وسائر الخلفاء من بعده، يطلبون النصح والمشورة من رعيته، ويطلب من الرعية أن يكونوا على طبيعتهم كمشرفين، ستعطيون اقتراحات إذا قمت بعمل جيد، وسوف تقيم إذا قمت بعمل جيد وانحرفت عنه. اتخذت الخلافة عدة إجراءات وإجراءات إشرافية لمراقبة العمال والحد من صلاحياتهم، مثل إجراء حملات تفتيشية دورية لمراقبة أداء العمال، وعقد اجتماعات القادة والمحافظين خلال موسم الحج، وتؤكد النتائج مدى تطور أساليب الإشراف في عصر الخلافة الراشدة وعصر عمر (رضي الله عنه بشكل خاص). وكان أحد معايير الجودة هو الافتقار إلى المركزية، حيث أنشأ الخليفة مكاتب وفروع في كل منطقة وكان العمال يقدمون تقاريرهم إلى حاكم المنطقة. كما أولى الخلفاء اهتمامًا كبيرًا بالرقابة المالية بدءًا من زمن أبي بكر، وفي عهد رسول الله الذي كان شديد الحذر على الأموال التي يدفعها صلى الله عليه وسلم، عين عمالًا لها السيطرة عليه. وكان يتجسس بنفسه على عمال المال، وتبعه باقي الخلفاء. وأظهرت النتائج أن هناك عدة معايير لتقييم الأداء الوظيفي، بما في ذلك معايير العدالة والنظر في التظلمات.