وكـانـت مـثـل أيـة واحــدة منهن نـابـضـة بالحياةومفعمة العينين بالبريق. مع ذلـك انتاب ماثيو إحساس مفاجيء بأنها كـانـت تـبـدو مختلفة عـن قـريـنـاتـهـا بـشـكـل مـا. كـان وجـه آن أكثر إشراقا وعيناها أكثر بريقا ولمعانا واتساعا ، من و جه وعيني وسيماء أية بنت أخرى. ولا عجب في هذا فحتى ماثيو الحيي . كـان قـادرا على سبر هـذه التفاصيل. لكن الاختلاف الـذي أقلقه لـم يكن يتعلق بـأية صفة مـن تلك الصفات التي الحظها. فما هو ياترى كنه ذلك الاختلاف الذي رآه؟ ظل هذا التساؤل يتناهش ماثيو لفترة طويلة من الوقت، بعد مغادرة البنات وهن متشابكات الايدي على امتداد الدرب المتجلد وانصراف آن إلى كتبها. التي، بدون شك ستنفخ منخريها بازدراء قبل أن تجيبه قائلة إن الاختلاف الوحيد الـذي تـراه بين آن وقريناتها، عرف ماثيوكنه المشكلة : لم يكن ملبس آن يشبه ملبس بقية البنات! وكلما تبحر ماثيو في تداول ما اكتشفه، وأبدا لم تشبه ملابسها ملابسهن منذ أن جاءت إلى المرتفعات الخضراء. موحدة الزي ورغم أن ماثيو ما كان يعرف سوى القليل عن عالم الموضة والازياء، استرجعت ذاكـرتـه مجموعة الفتيات الـلاتي تحلقن حولها فـي ذلك الـمـسـاء، لم يكن في هذا ما يعيب، مع ذلـك، من المؤكد ان لا مانع هناك من تقديم فستان جميل للطفلة، شـرط الا يعتبر تصرفه محاولة غير شرعية لاقحام مجذافه في الـقـارب. ووجـد لنفسه ذريعة بالعيد الذي سيحل بعد أسبوعين، واعتبره مناسبة الئقة لتلك الهدية. وذهـب لـيـنـام، بينما قامت ماريلا بفتح جميع أبواب البيت لتهوية المكان. توجه ماثيو في مساء اليوم التالي إلى بلدة كارمودي ليشتري الفستان. بـالـطـبـع، كـانـت هـنـاك أشـيـاء يستطيع ماثيو إجراء صفقات رابحة بها، ولكنه شعر أنه عندما يتعلق الامر بشراء فستان لبنت صغيرة، فسيكون في هذه الحالة تحت رحمة الباعة. بعد تردد طويل قرر ماثيو الذهاب إلى مخزن لوسون بدلا من الذهاب إلى مخزن ويليام بلير. كان آل كثبيرت لا يقصدون في العادة الا مخزن ابنتي ويليام بلير كانتا غالبا ما تستقبلان الزبائن هناك، ولكن في حالة مثل هذه الحالة التي تستدعي التوضيح والاستشارة، شعر ماثيو انه بحاجة إلى وجود رجل خلف منضدة الدكان وهذا ما جعله يفضل الـذهـاب إلـى مـخـزن لـوسـون، جعله يـوظف بـائـعـة جـديـدة فـي مـخـزنـه! كـانـت تـلـك الـبـائـعـة ابـنـة أخـت زوجـه، ذات عينين بنيتين واسعتين سريعتين، تتميز بتسريحة شعرها العالية العصرية، وملابسها الفائقة الانـاقـة، ارتج الامر على ماثيو عندما وجدها هناك، « أثـنـاء فـتـرة غـيـابـهـا حــاول مـاثـيـو لـمـلـمـة شـجـاعـتـه الـمـبـعـثـرة مـن أجـل محاولة أخرى. وهكذا، أعني. أسأل عن. أشتري بعضا من شيئا من البذور. طبعا . وعند العتبة تذكر انه لم يدفع أرغب. أحب معاينة. حسنا سكر بني اجاب ماثيو بصوت واه