يعتبر مفهوم النقد الثقافي في حقل الدراسات الثقافية العربية أداة جديدة ساهمت في إغناء الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة . ما هو راق وما دون الرقي. لذلك يعتبر أن عمله إطار الأدب إلى الثقافة، متسائلا: كيف يمكننا إحداث نقلة نوعية للفعل النقدي من النقد الأدبي إلى الثقافي…؟ ” النقد الثقافي فرع من فروع النقد النصوصي العام، ومن حيث دور كل منها في حساب المستهلك الثقافي الجمعي. فكما أن لدينا نظريات في الجماليات فإن المطلوب إيجاد نظريات في القبحيات لا بمعنى عن جماليات القبح، مما هو إعادة صياغة وإعادة تكريس للمعهود البلاغي في تدشين الجمالي وتعزيزه، وبهذا يعين العديد من العمليات الإجرائية والتي تتمثل في: التنبيهية، ويرى الغذامي أنه سيضيف وظيفة سادسة هي الوظيفة النسقية، وتشكل هذه الإضافة بالنسبة للغذامي أساس نظري لدراسته، 2 - المجاز والمجاز الكلي: حيث يعتبر المجاز مفهوما بلاغيا يدور حول الاستعمال المفرد للفظة المفردة. ونظرية المجاز تقوم على الازدواج الدلالي والذي يسمى المجاز والحقيقة والذي يصف حركة اللغة في تحويل القول من معنى إلى آخر. والتأمل في الفعل الثقافي من حيث أداؤها التعبيري المباشر ثم التأثيري غير المباشر. وهذا يعني أن ذلك يتم على مستوى كلي وليس جزئي. لذلك ينبغي تجاوز مفهوم المجاز إلى مجاز كلي حيث المعنى الدلالي يتجاوز العبارة والجملة إلى الخطاب الثقافي ببعده الكلي الجمعي. 3 - التورية الثقافية: التورية تعنى بالظواهر التعبيرية المقصودة فعليا في صناعة الخطاب وفي تأويله. والمعنى المقصود في التورية هو المعنى البعيد. ويخضع العملية للقصد أي للوعي ويحولها إلى لعبة جمالية. في حين استعير هذا المفهوم في النقد الثقافي ليدل على حال الخطاب إذ ينطوي على بعدين أحدهما مضمر ولاشعوري ليس في وعي المؤلف ولا في وعي القارئ. 4 - نوع الدلالة: الدلالة النسقية ونكاد لا نجد تعريف واضحا لهذه الدلالة في نص الغذامي، لذلك يدعونا إلى التسليم بها وفقط حيث يقول: “المهم هنا هو أن نسلم بضرورة إيجاد نوع ثالث من الدلالة هو (الدلالة النسقية) وعبر هذه الدلالة سنسعى إلى الكشف عن الفعل النسقي من داخل الخطاب”، وقبل هذا القول نقرأ فعلا عبارات لا معنى لها بتاتا وخاصة في مشروع يعتبر نفسه مشروعا نظريا يسعى إلى بناء نظرية في الأدب والثقافة عموما: “إن الدلالة النسقية ترتبط في علاقات متشابكة نشأت مع الزمن لتكون عنصرا ثقافيا أخذ بالتشكل التدريجي إلى أن أصبح عنصرا فاعلا، ويعتبر أن الدلالة النسقية ذات دلالة ثقافية مرتبطة بالجملة الثقافية. مجرد موجه بل مؤلفا حيث نقرأ: “كل ما نقرأ وما ننتج وما نستهلك هناك مؤلفين إثنين/ أحدهما المؤلف المعهود، مهما تعددت أصنافه كالمؤلف الضمني والنموذجي والفعلي والآخر هو الثقافة ذاتها، وهو ما يسميه بالمؤلف النسقي. إنه مؤلف مزدوج: مؤلف معهود ومؤلف ثقافي مضمر. يطرح ثلاثة أسئلة مركزية: ما النسق الثقافي؟ كيف نقرؤه؟ كيف نميزه عن سائر الأنساق؟ 2 – ضرورة قراءة النصوص والأنساق من وجهة نظر النقد الثقافي.