موتُ أنكيدو وسَعْيُ جلجامش للحصول على عشبة الخلود كانت الحافزَ لتفكير الإنسان فيما يحدثُ له بعد الموت! وآمن المصريون بالخلود وبَنَوْا لملوكهم الاهرامات. وحتى لا تفقدَ الحياةُ قيمتَها، وتغدو تافهة لا تستحقُ أنْ تُعاش، اجتهد الإنسانُ في إقناع نفسه أنّ حياته لن تضيع هباء، وأنّ له حياة أخرى أكثر جمالا وراحة وسعادة بعد الموت. وجاءت الدياناتُ السماوية لتؤُكدَ ذلك، وتُغري كلّ واحد بفوزه يوم الحساب بما حصلت يداه. ورأى البعضُ أنّ الموت ليس إلا إشارة على فناء الجسَد وانتقال الروح الخالدة لتسكن جسدا آخر لتبدأ حياة جديدة في ثنائيّة الروح والجسد. وعليه لم يعُد الموتُ يمثّلُ النهاية للحياة وإنّما البداية لحياة أكثر حيويّة وقيمة مرجوّة. الموت والحياة وجهان مُتكاملان مُتواصلان مُتلازمان، وكما قال فلاديمير جانكلفيتش "لا معنى للحياة دون موت، ومَن لا يقدرُ على الموت لا يستطيعُ أنْ يحيا أو يموت".