وَكَذَلِكَ الْعَائِدُ قَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْمُسْتَعَاذِ بِهِ وَاعْتَصَمَ بِهِ وَلَزِمَهُ، وَالْقَوْلَانِ حَقُّ وَالاسْتِعَاذَةُ تَنتَظِمُهُما جَمِيعًا، لِأَنَّ الْمُسْتَعِيدَ مُسْتَتِرُ بِمَعَاذَهِ مُسْتَمْسِكُ بِهِ (۱).يَبْقَوْا أَشَدَّ مِنْهُمْ مَخَافَةً وَأَكْثَرَ تَعَوَّذَا» (٤).المُسْتَعَاذُ منه :المُسْتَعَاذُ مِنْهُ هُوَ كُلُّ مَا يُصِيبُ الإِنْسَانَ مِنَ الشَّرِّ، وَهَذَا رَاجِعُ إِلَى الإِنْسَانِ نَفْسِهِ، وَغَيْرُ المُكَلِّفِ مِثْلُ الهَوَامَ وَذَوَاتِ الْحُمَةِ) وَنَحْوِهَا . وَقَدْ تَضَمَّنَتِ الْمُعَوَّذَتَانِ (٦) الاسْتِعَاذَةَ مِنْ هَذِهِ الشُّرُورِ،الاستعاذة اصطلاحا :مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرِّ (٢).وَالاسْتِعَاذَةُ تَتَضَمَّنُ مُسْتَعَاذَا بِهِ وَمُسْتَعَاذَا مِنْهُالمستعاذ به :وَيُسَمَّى المَعَاذُ وَالمُسْتَعَاذُ ، وَهُوَ اللهُ وَحْدَهُ، وَلَا تَنْبَغِي الاسْتِعَاذَةُ إِلَّا بِهِ جَلَّ وَعَلَا وَبِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ العُلَى، وَكَلِمَاتِهِ التَّامَةِ، وَلَا يُسْتَعَاذُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَ تَعَالَى حِكَايَةٌ عَنْ مُؤْمِنِي الْجِنِّ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (الجن / ٦) يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهَا : كُنَّا نَرَى أَن لَنَا فَضْلًا عَلَى الإِنْسِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعُوذُونَ بِنَا إِذَا نَزَلُوا وَادِيًا أَوْ مَكَانًا مُوحِشًا مِنَ البَرَارِي كَمَا كَانَتْ عَادَةُ العَرَبِ فِي جَاهِلِيَّتِهَا يَعُوذُونَ بِعَظِيمِ ذَلِكَ المَكَانِ مِنَ الْجَانِ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِشَيْءٍ يَسُوءُهُمْ فَلَمَا رَأَتِ الحِنُّ أَنَّ الإِنْسَ يَعُوذُونَ بِهِمْ مِنْ خَوْفِهِمْ مِنْهُمْ زَادُوهُمْ خَوْفًا وَإِرْهَابًا وَذُعْرًا حَتَّى