المطلب الثالث: ميزات المكتبات في الحضارة الاسلامية: لعل الميزة التي جاءت بها الحضارة الاسلامية في مجال المكتبات هي تعدد أنواعها خلاف لما كان سائدا في المكتبات القديمة التي كانت عامة في مجملها كما ان الغرب في العصور الوسط اشتهر بمكتبات الأديرة. لقد عرفت الحضارة الاسلامية أنواعها متعددة من المكتبات لم تعرفها اي حضارة اخرى و لقد انتشرت هذه المكتبات في جميع ارجاء الدولة الاسلامية فوحدت المكتبات في قصور الخلفاء و في المدارس و الكتاتيب و الجوامع و كما انها وحدت في عواصم الإمارات فقد وحدت كذلك في القرى النائية و الاماكن البعيدة مما يؤكد على تأصل تحب العلم لدى ابناء هذه الحضارة و كانت المكتبات الاسلامية متعددة الخدمات مع حسن التنظيف و الترتيب و كانت تعتمد في التزويد و تنمية مجموعاتها على طرق عدة هي الشراء و الوقف و النسخ و الاهداء و الاستهداء و التبادل و كانت ترتب الكتب فوق رفوف مفتوحة مثبتة على الجدران حسب موضوعها كما كانت تسمح الاعارة الخارجية للقراءة او للنسخ او للمقابلة او للتصحيح.